يصنف مثله في الإحاطة والاستيعاب اه قلت هذه الكتب الكبيرة المستوعبة ليست مقصورة على كلام العرب بل تشتمل أيضا على حكاياتهم ووقائعهم وشرح أمثالهم وأشعارهم وما أشبه ذلك. وقرأت على ظهر نسخة من أمالي القالي ما نصه أبو علي إسمعيل بن القاسم القالي نسبة إلى قال قلا من أعمال أرمينية قال الزبيدي كان أعلم الناس بنحو البصريين وأحفظ أهل زمانه لللغة وأرواهم للشعر الجاهلي ولد سنة 288 بديار بكر وقدم بغداد سنة 303 وقرأ النحو والعربية والأدب على ابن درستوية والزجاج والأخفش الصغير ونفطويه وابن دريد وابن السراج وابن الأنباري وغيرهم وخرج من بغداد سنة 328 فدخل قرطبة سنة ثلثين فأكرمه صاحبها وإكراما جزيلا وقرأ عليه الناس كتب اللغة والأخبار وصنف بها الأمالي والنوادر ومقاتل العرب والمقصور والممدود وشرح المعلقات وفعلت وافعلت والبارع في اللغة ولم يتمه وغير ذلك وروى عنه أبو بكر الزبيدي ومات بقرطبة لسبع خلون من جمادى الأولى سنة 356 اه وقد نقرت عن البارع في خزائن كتب اللغة الأستانة فلم أقف له على أثر وسألت عنه عدة من علماء بغداد فقالوا أنه لا يوجد عندهم فالظاهر إن عدم تمامه صبره إلى حيز العدم ويمكن أن يقال أن عدم اشتهاره لكبره فإن العباب اشتهر مع نقصه فكان مثل البارع في الخمول كمثل لسان العرب. أما قول الإمام المناوي ورتبه على حروف المعجم فمبهم إذ يحتمل أنه كان كترتيب الصحاح أو المجمل لكن الأغلب أنه كان كالجمل لأنهم قالوا أن الجوهري أول من رتب الصحاح على حروف المعجم مع مراعاة أوائل الكلم وأواخرها. وقوله قبلها أنه أي القاموس خلاصة ألفي كتاب في كتب اللغة لفظ اللغة ليس في كلام المصنف فالعدد غير مقصور على اللغة وحدها إذ هو شامل لكتب الطب وعجائب المخلوقات وأسماء المحدثين والفقهاء ومعجم البلدان وغيرها ذلك كما تشير إليه عبارة المحشي عن قريب وقوله لم يستوعب ما في كتاب واحد وهو كتاب البارع الخ كان الأولى أن يقول لم يستوعب ما في أصليه أعنى المحكم والعباب فإني وجدت في خلال مراجعتي لهما أنه قد فاته كثير من الكلام الفصيح المبسوط فيهما بل فاته أيضا كثير مما بسطه الجوهري وشرحه أتم شرح وبودي لو أن أحد من أهل العلم تصدى لأن يقيد ما فات صاحب القاموس من هذه الكتب الثلاثة إذا لوجد أن ما فاته منها أكثر مما جمعه بمقدار عظيم. أما ما فاته من كتاب اللسان فلا يمكن حصره. وقوله سنيح بمعنى مسنوح أي مستخرج أنكره المحشي وهذا نص عبارته السنيح فسره المصنف بأنه الدر أو خيطه قبل أن ينظم فيه وجوز القرافي رحمه الله أن يكون من سنحته أي استفحصته وسنيح بمعنى مسنوح وفيه نظر لأن الفعل منه لم يسمع ثلاثيا حتى يبنى منه فعيل وليس بوارد في الكلام وهذا البناء مما يتوقف على السماع ولا يقال قياسا وقال (أي القرافي) أن هذا العدد وهو الألفان الظاهرة أنه على طريق المبالغة فإن