وجاء بالجمع بعد تكرار المعطوف فأوهم أنه يطلق على كل ما تقدم وهو جمع البلد الذي بمعنى الأثر كذا يفهم من حاشية قاموس مصر وفيه نظر وقوله مدينة بالجزيرة وبفارس كان حقه أن يقول وأخرى بفارس. وقوله أن اتفق له في لجته الخوض الخ لم يذكر اتفق بهذا المعنى في مادته ونص عبارته التوافق الاتفاق والتظاهر واتفقنا تقاربا والظاهر أن الاتفاق الذي يراد به وقوع الشيء من غير قصد من الألفاظ الاصطلاحية ولم أراه في شفاء الغليل ولا في تعريفات الجرجاني قوله وها أنا أقول أن احتمله منى اعتناء فالزبد قال الشارح قال شيخنا (أي المحشي) المعروف بين أهل العربية أن ها الموضوعة للتنبيه لا تدخل على ضمير الرفع المنفصل الواقع مبتدأ غلا إذا أخبر عنه باسم إشارة نحوها أنتم أولاء ها أنتم هؤلاء فأما إذا كان الخبر غير إشارة فلا وقد ارتكبه المصنف هنا غافلا عن شرطه والعجب أنه اشترط ذلك في آخر كتابه لما تكلم على ها وارتكبه ههنا وكأنه قلد في ذلك شيخه العلامة حمال الدين بن هشام فإنه في مغنى اللبيب ذكرها ومعانيها واستعمالها على ما حققه النحويون وعدل عن ذلك فاستعملها في كلامه في الخطبة مثل المصنف فقال وها أنا بائح بما أسررته اه قلت هذا ما نقله الشارح وزاد المحشي على أن قال وفي الجهة الأولى من الباب الخامس فقال وها أنا مورد الخ أعاده في الجهة الثانية منه فقال وها أنا مورد الخ وذلك كله على خلاف الشرط الذي اشترطه في باب الهاء وركب المصنف غفلة عما شرطوه قلت قد مر في ترجمة المصنف أنه لما كان بمصر أخذ عنه ابن هشام وهو غير مناف لقول المحشي هنا أن ابن هشام شيخه إذ يحتمل أن المصنف كان شيخا لابن هشام في الحديث وابن هشام كان شيخا له في النحو والعربية. قوله وكتابي هذا بحمد الله صريح ألفي مصنف من الكتب الفاخرة وسنيح ألفي قلمس من العيالم الزاخرة قلت كان الأولى أن يقول نحو ألفي مصنف وفيه أيضا أنه إذا كان كتابه في الحقيقة صريح ألفي مصنف فكيف فاته كثير من الألفاظ الفصيحة التي ذكرها الجوهري وغيره فهذه الدعوى حجة عليه لا له والقلمس من أسماء البحر وكذلك العيلم وقد يطلق أيضا على الضفدع وكلتا اللفظتين حوشيتان قال الإمام المناوي في بعض النسخ نتيج بدل سنيح مسنيح بمعنى مسنوح أي مستفحص مستخرج وقصده المبالغة في وصف كتابه بالتفرد بالجامعية وأنه خلاصة ألفي كتاب من كتب اللغة ونتيجة ألفي بحر من البحار الزاخرة الممتلئة الطامية المرتفعة الممتدة جدا وهذا إفراط في الدعوى وأنت إذا تأملت وحررت وأنصفت وجدت ما زاده على المحكم (لعله الصحاح) شيئا قليلا جدا ربما لا يبلغ عشر الكتاب كما تراه موضحا في هذا التعليق وإن فسح الله الأجل أفردته بمجموع على أن المصنف لم يستوعب ما في كتاب واحد وهو كتاب البارع لأبي علي القالي جمع فيه كتب اللغة بأسرها ورتبه على حروف المعجم قال الزبيدي لا نعلم أحدا ألف مثله وقال ابن طرخان في كتاب البارع يحتوي على مائة مجلد لم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015