(فإنه أوفق بالقرآن وأقرب إلى الأئمة)
قلت: وأما حديث جابر الذي احتج به أبو حنيفة فلا يصح لأنه من رواية شريك عن أشعث بن سوار عن الحسن عنه وهو في (المسند) من طريقين عن شريك. وله علتان:
الأولى: عنعنة الحسن البصري وهو مدلس كما في (التقريب) وغيره
والأخرى: ضعف شريك - وهو القاضي - من قبل حفظه
وقد جاء بإسناد قوي موقوفا على جابر وهو الصواب فقال أبو بكر الجصاص بعد أن ذكره من هذا الوجه معلقا:
(وقد حدثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي قال: ثنا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني قال: أخبرنا عبد الرزاق: أخبرنا ابن جريج: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول في قوله تعالى: {إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام}: إلا أن يكون عبدا أو واحدا من أهل الذمة)
قلت: وهذا إسناد صحيح: عبد الله بن محمد بن إسحاق هو أبو القاسم المعروف بحامض رأسه ترجمه الخطيب في (تاريخه) وقال:
(قال البرقاني: وسألت الأبهري عنه فقال: ثقة مات سنة تسع وعشرين وثلاثمائة)
وشيخه الحسن بن أبي الربيع الجرجاني من شيوخ ابن ماجه وهو الحسن ابن يحيى بن الجعد بن نشيط ترجمه الخطيب أيضا وقال: