وكان الوفاق والتفاهم ظاهر بين الجانبين الانكليزي والسنوسي أما العلاقات الايطالية فقد كانت مغايرة لذلك تماماً.

- كانت مهمة الوفد الانكليزي يسيرة، فلم تكن هناك أية صعوبة في الوصول الى اتفاق مع السنوسيين ولكن الصعوبة تكمن في إصرار الكولونيل تالبوت رئيس الوفد على عدم التوقيع على أي اتفاق مع السنوسيين قبل ان ينتهي ادريس من الاتفاق مع الايطاليين ويتم التوقيع من الطرفين على هذا الاتفاق.

- في أوائل عام 1917م تمت اتصالات جديدة بين الانكليز، والايطاليين والسنوسيين وقد لعب محمد الشريف الادريسي وابنه المرغني دوراً هاماً في إنجاح هذ الاتصالات وموافقة جميع الاطراف على تجديد المفاوضات.

- طالت مدة المفاوضات، فاستغرقت الفترة مابين شهر يناير الى منتصف ابريل تقريباً، والجلسات المعقودة، والحوار مستمر وكانت لضغوط الانكليز اثر على الطرفين الايطالي والسنوسي حتى تم التوصل الى اتفاق ارتضاه الجميع.

- كانت معاهدة عكرمة في طبرق خير وسيلة لتحقيق السلم وصون مصالح العرب المجاهدين في برقة، كما أنه اتيحت فرصة لمحمد ادريس لتنظيم القبائل تنظيماً من شأنه أن يجمع الكلمة ويقضي على بذور الفتنة والاضطراب، كما ساعد ذلك الاتفاق على تأييد نفوذ محمد ادريس حتى بدأ الاهالي من ذلك الحين يلقبون محمد ادريس بالمنقذ.

- تركزت جهود الأمير ادريس بعد تلك المعاهدة على أمرين: إقامة الحكومة الوطنية الرشيدة التي تحفظ مصالح البلاد، وتتولى زعامة القبائل في برقة، وتطالب بكل حقوقهم، ومقاومة نفوذ الطليان ومنع اتصالهم بالعرب بكل الوسائل في داخل البلاد.

- اتخذ محمد ادريس إجدابية مركزاً لقيادته وذلك لعدة أسباب نجملها فيما يلي؛ لما تميزت به من موقع استراتيجي هام، وقوعها في منتصف قاعدة مثلث رأسه في الكفرة وقاعدته النوفلية والجبل الاخضر، كما أنها تمثل الامتداد الطبيعي لواحات جالوا وأوجلة جخرة، والكفرة، وهذا يعطيها بعداً استراتيجياً هاماً، ومن أهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015