الشريف في مصر بينما كان رصيده الوحيد في ولاء قبائل برقة، وحرص الانكليز على كسبه لصفهم.
- كانت ثورة الاتراك ضد السنوسية من العوامل التي ساعدت في دفع محمد ادريس نحو التقارب مع السياسة البريطانية، وقد بدأت تلك الثورة في أواخر عام 1916م وانتشرت في جهات عديدة حتى توجت بالنصر على السنوسية في فزان خلال شهر سبتمبر عام 1917م وطردوا منها محمد عابد السنوسي الذي التجأ الى الكفرة وترك واحة واو، وأصبحت فزان منذ ذلك الحين بيد الاتراك.
- استمر الاتراك في مضايقة محمد ادريس، وتضييق الحصار عليه وعملوا على الاطاحة به وأرسل نوري باشا بعثته الاولى الصغيرة الى الكفرة لضرب النفوذ السنوسي هناك إلا أن تلك البعثة فشلت وانتهت بوقوع أعضائها في ايدي صفي الدين السنوسي الذي استطاع أن يكشف أمرهم بسرعة، وأودعهم السجن.
- كان الأمير محمد ادريس على قناعة راسخة أن النصر في الحرب العالمية الاولى سيكون للحلفاء ولذلك حرص على التقارب من بريطانيا، صاحبة التفوق في منطقة الشرق ومن أجل تقليل الخسائر والمحافظة على كيان السنوسية الذي تعمل تركيا على تحطيمه في البلاد في تلك المرحلة، واتخذ قراراً بالانسحاب من الحرب ضد إيطاليا وبريطانيا ووافقه زعماء القبائل التابعين للحركة السنوسية على ذلك.
- كان ابناء البيت الادريسي في مصر هم حلقة الاتصال بين الامير ادريس والحكومة البريطانية وتم الاتفاق على سفر وفد بريطاني وايطالي الى اجدابية لعقد صلح بين الاطراف الثلاثة.
- وصل في أواخر عام 1916م الى زويتينة وفد من الانكليز والايطاليين ومعهم من المصريين احمد محمد حسنين افندي، ومحمد الشريف الادريسي وابنه محمد المرغني، وكانوا جميعاً ضمن الوفد الانكليزي اضافة الى الكولونيل تالبوت الذي له دراية كبيرة بشؤون الشمال الافريقي، والضابط اللفتنت هسلم وكان الوفد الايطالي يتكون من الكولونيل بيلا، والكومانداتور بياجنتيني، ومترجمهم.
- بدأت المفاوضات بين الاطراف الثلاثة خلال شهري اغسطس، وسبتمبر سنة 1916م،