فنسأل الله له الرحمة والمغفرة والرضوان ونقول ماقاله المولى عز وجل: {ربنا اغفر لنا ولأخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا أنك رؤوف رحيم} (سورة الحشر، آية 10).

لقد تركت مايتعلق بالممكلة الليبية متعمداً في ذلك، الى وقت آخر إن كان للعمر بقية واذن الله في مواصلة هذه الرحلة الطويلة التي بدأتها من الفتح الاسلامي الى هذا الكتاب، لأنني أشعر بضعف المادة التي أمامي فيما يتعلق بتلك الاحداث لان قضايا ذلك العصر على جانب كبير من الاهمية بالنسبة لملابساتها وآثارها الممتدة الى عصرنا الحاضر وخصوصاً وأنني قد بحثت في أسباب سقوط الممكلة بحثاً دقيقاً وطلبت من رجال عاشوا في تلك المرحلة ليساهموا معي في تتبع الأسباب التي أدت الى سقوط المملكة الليبية ولكن التفاعل كان ضعيفاً واعتذر البعض لأسباب أمنية وقد علمت بأن بعض الذين عاصروا تلك الأحداث قد كتبوا مذكرات مهمة عن المرحلة وينتظرون الوقت المناسب لنشرها لذلك رأيت من الحكمة والتعقل التريث حتى يأذن الله في نشرها لأنها سوف تساهم في إيجاد معلومات تساعد الباحثين على تقصي الحقائق للوصول الى نتائج صحيحة مبنية على معلومات يقينية ولا يفتوتني في هذه الخاتمة أن أشيد بالمجهودات القيّمة التي قاما بها كل من الوزيرين السابقين؛ مصطفى بن حليم ومحمد عثمان الصيد في كتابة مذكراتهم ثم نشرها بغية استفادة الاجيال منها.

إن الجهود التي قاما بها الوزيران السابقان تستحق الثناء والتقدير لأنها أصبحت مرجعاً مهماً لتلك المرحلة وأخذت قيمتها التاريخية والعلمية وتعتبر من المبادرات الرائعة والرائدة لأن اصحابها عاشوا تلك الاحداث وساهموا في صناعتها، كما أنهم حطموا جدار الصمت، وكتبوا تاريخهم السياسي الذي في حقيقته اصبح ملكاً للأجيال الصاعدة بغض النظر عن اختلاف الآراء حول تلك المذكرات.

إن فترة المملكة الليبية من عام 1951م الى 1969م غنية بالأحداث على المستوى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015