جسدي اراني مضطراً ان أقول ثانية اني عاجز عن حمل هذه الامانة الثقيلة، ولا يخفى انني بليت في سبيلها خمسة وخمسين سنة قبل الاستقلال وبعده قد اوهنت جلدي مداولة الشؤون وكما قال الشاعر:

(سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين حولاً لا أبا لك يسأم)

وقد مارست هذه القضية وعمري 27 سنة والآن في الثانية والثمانين ولله الحمد اتركها في حالة هي احسن مما باشرت في بلائي بها، فاسلمها الآن لولي العهد السيد الحسن رضا المهدي السنوسي الاول) على أن يقوم بعبئها الثقيل امام الله وامام اهل هذه البلاد الكريمة على نهج الشريعة الاسلامية والدستور الليبي بالعدل والانصاف فاعتمدوه مثلي مادام على طاعة الله ورسوله والاستقامة.

وبعد اعتماده من مجلس الامة يحلف اليمين الدستورية امام مجلس الامة قبل أن يباشر سلطاته الدستورية، واني ان شاء الله عقدت العزم الاكيد على اجتناب السياسة بتاتاً والله على ما أقول وكيل.

والذي اختتم به قولي بأن اوصي الجميع من ابناء وطني بتقوى الله في السر والعلن، وانكم جميعاً في ارغد عيش وانعم النعم من الله تبارك وتعالى.

فأحذروا من ان يصدق عليكم قوله تعالى: {وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون} فالله الله مما يغضب الله. وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ولا تفرقوا، قال - صلى الله عليه وسلم - لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (?).

محمد ادريس المهدي السنوسي

في 21 جمادى الاول 1389هـ

الموافق 4 أغسطس 1969م

طور بواسطة نورين ميديا © 2015