وقد كانت استقالة الملك ادريس الثانية والاخيرة هي تلك المؤرخة في 4/ 8/1969م، والتي وجهها أثناء رحلة استشفائية الى تركيا ثم اليونان الى كل من رئيس وأعضاء مجلس الشيوخ ورئيس وأعضاء مجلس النواب، ورئيس الوزراء ورئيس مجلس الشيوخ عبد الحميد العبار ورئيس مجلس النواب مفتاح عريقيب، عندما جاءا الى تركيا في ذلك الوقت للاجتماع بالملك بناءً على طلبه وفي هذه الاستقالة أكد الملك ادريس أنه وقد تقدم به العمر حتى وهن العظم منه، وبلغ من العمر عتياً ولهذا فهو قد قرر التخلي عن العرش الى الامير ولي العهد الحسن الرضا السنوسي مشترطاً موافقة البرلمان على ذلك، ومن ثم عليه حلف اليمين واعتلاء العرش، ومطالباً في هذه الاستقالة الشعب الليبي بتقوى الله ومخافته وحمد الله تعالى وشكره على ماأكرم بلاده من النعم، وأفاض عليها من الخير، وأن عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ وذلك خوفاً من أن يرفع الله تعالى عنها نعمه وخيره ويوليها الأشرار من عباده، وكان نص هذه الرسالة:
بسم الله الرحن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصبحه أجمعين.
أما بعد؛
ياأخواني الاعزاء رئيس وأعضاء مجلس الشيوخ واعضاء مجلس النواب، يعني مجلس الامة الليبية، ورئيس الحكومة الليبية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم لكم هذا الخطاب قائلاً: منذ أن قلدتني هذه الامة الكريمة الليبية ثقتها الغالية بتبوئي هذا المقام الذي شغلته بعد اعلان استقلال بلادنا العزيزة ليبيا.
قمت بما قدر الله لي مما اراه واجب عليّ نحو بلادي واهلها وقد لا يخلو عمل كل انسان من التقصير، وعندما شعرت بالضعف قدمت استقالتي قبل الآن ببعض سنوات فرددتموها فطوعاً لأرادتكم سحبتها، واني الآن نسبة لتقدم سني وضعف