فنحو أسلمة بلادنا الحبيبة وأرجاع عز الأمة التليد نحن ساعون وعلى ربنا متوكلون.

ثامناً: استقالة الملك عام 1965م الاولى واستقالته الثانية قبل الانقلاب العسكري باشهر عام 1969م:

مع مرور الزمن وتقدم السن رأى الملك ادريس ان يتخلى عن الملك وأن يقدم استقالته، ويترك الى الشعب أو ممثيله اسناد الامر الى من احق منه او أقدر على حمل الامانة والقيام بالواجب المطلوب ولذلك لم يتردد الملك ادريس في عام 1965م في عهد حكومة السيد محمود المنتصر الثانية ان يقدم استقالته بسبب التقدم في العمر، وخشيته نتيجة لذلك من التقصير في القيام بماعليه من الواجب والمسؤوليات الى البرلمان الليبي تاركاً له أن يتخذ مايراه مناسباً من نظام للحكم لصالح البلاد، ومن رئيس للدولة فيها؛ ولكنه عندما تقاطرت الى مدينة طبرق، حيث كان يقيم الملك الجماهير الغفيرة من مختلف اطراف البلاد، وفي مقدمتهم الكثيرون من كبار قادة البلاد بما في ذلك قادة المعارضة فيها، واحاط الآلاف منهم بالقصر عدة أيام يطالبون بالحاح الملك المحبوب بالعدول عن استقالته، وبقائه ملكاً لبلاده الى ماشاء الله، فإنه لم يكن بوسع الملك سوى الرجوع عن هذه الاستقالة، موضحاً إن استقالته هذه كان قد تحدث بشأنها من قبل مع بعض رؤساء الحكومات الليبية، الذين كان من بينهم السيد مصطفى بن حليم، والسيد محمد بن عثمان الصيد، وهي كانت فقط بسبب تقدمه في السن، وخشيته من يؤدي ذلك الى التقصير في حسن القيام بما عليه من المسؤوليات، ولم تكن هذه الاستقالة بسبب خلاف مع الحكومة الليبية أو البرلمان الليبي، حيث كان كل منهما كما ذكر الملك قائماً بواجبه، وباذلاً جهده في خدمة البلاد، ولكنه امام معارضتهم لهذه الاستقالة فلا يسعه إلا العدول عنها، على أن يكون لهم الحق في رفع يده عن الحكم إذا ماشعروا، مستقبلاً بعجزه عن حمل ماعليه من الواجبات وتكليف من هو أقدر منه على حملها (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015