يجاهد الطغيان بكافة الوسائل التي يملكها حتى يزول هذا الرعب الزاحف وتشرق شمس الحرية والكرامة الإنسانية على الأمم العربية والعالم أجمع من جديد (?) وعن سؤال آخر أجاب: إن الأهداف التي ترمي إليها والتي طالما سفكنا دماءنا في سبيل تحقيقها هي الحرية الكاملة، والإستقلال الشامل، ولاننسى نحن الطرابلسيين واجباتنا حيال النهضة العربية الكبرى باعتبارنا وحدة من الوحدات التي تتكون منها المجموعة العربية.

سنعمل كما عملنا في السابق متعاونين مع الأحرار العالميين على أن يسود الشرق العربي روح النهوض في المرافق العلمية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية حتى يؤدي رسالته الإنسانية ويستعيد مجده الغابر (?).

وعندما التقت به مجلة صوت الشرق في فبراير عام 1957م وجهت له بعض الأسئلة فأجاب: إن ليبيا تمد يدها لكل بلد عربي شقيق بإخلاص، واضعة كل مالها وأناسها في سبيل نصرة حرية هذا البلد، وتأييده في الذود عن حياضه وعزته وكرامته، ولن ننسى أبداً نصرة وتأييد البلاد العربية الشقيقة، والبلاد الحرة الصديقة لنا في جهادنا وكفاحنا في سبيل تحقيق استقلال ليبيا وتحريرها من الاستعمار إلى أن قال: أنصح العرب الأشقاء بالتمسك بالدين الكامل، والخلق الفاضل، والإتحاد الشامل، فلن يغلب شعب يحرص على هذه الأمور الثلاثة (?).

إن دراسة كتابه المذكور، وتصريحاته الصحفية تبين للباحث ضعف القول القائل بأن الملك إدريس لايفهم في أمور السياسة وأقرب إلى أهل التصوف من كونه رجل دولة، ولاتوجد لديه رؤية سياسية واضحة ولايعرف كيف تساس أمور الأمم والشعوب؟

إن حياة هذا الرجل لغنية بالعبر والدروس والمواعظ، التي تحتاجها الأجيال الصاعدة التي تستلهم من الماضي مايفيدها في حاضرها ومستقبلها وفق رؤية وتصور نابع من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015