أفسدت الجماعة الإسلامية جيلاً بعد جيل، أفسدت الثبات والصبر والسعي المضطرد والاجتهاد والتفكير ثم قال: إن المسلمين لعدم تمسكهم بروح الإسلام أصبحوا في ضعف وانحطاط، وقد ذهب استعدادهم الفكري لانكبابهم على المنقولات، فالتقليد في الفكر لم يكن فضيلة، فكيف نقف هكذا صغار أمام الماضي؟ وكيف ننتظر من أسلافنا كل شيء كمن ينتظر الميراث ليعيش به؟ (?)

هذه بعض النقولات من كتابه اتحاد العرب وائتلاف الموحدين يعطي الباحث خطوطاً عريضة في نظرة الملك إدريس رحمه الله لبعض القضايا التي تتعلق بنهوض الأمة وسعيها نحو التمكين.

وزيادة في إيضاح المنهج السياسي الذي كان يتبناه الملك إدريس ننقل هذه المقابلة الصحفية التي أجريت عام 1942م بين الملك ومندوب جريدة البصيرة التي كانت تصدر في الإسكندرية حيث أجاب على عدة اسئلة تتعلق بالوحدة العربية، ونهوض الأمة فقال: من المشاهد الآن أن العالم يسعى إلى التكتل داخل مجموعات قوية كبيرة، والعرب في بلادهم المختلفة لاحياة لهم أقصد حياة العز والقوة - إلا إذا اتحدوا داخل نطاق من التعاون التام، التعاون الذي يجمع بين الثقافة والصناعة، والاقتصاد، وبذلك تستطيع المجموعة العربية الكبيرة المؤلفة من ثمانين مليوناً أن تحتفظ لنفسها بين الأمم العالمية بمكانة مرموقة محترمة والوحدة العربية عندي أقرب إلى التحقيق في وقتنا الحاضر من اتحاد شرقي اسلامي، فإنه من المشاهد في بقاع الأرض المختلفة أن وحدة الدم واللسان والثقافة هي أكبر العوامل في تقارب الشعوب، واتحاد المصالح، وهذه الأمور جميعها متوفرة في الأمم العربية أكثر من توفرها في العالم الإسلامي، زد على هذا أن الأمم العربية متجاورة الحدود، ومتقاربة التخوم مما يجعل الاتحاد بينها أقوى أثراً وأسرع تنفيذاً وأجاب عن سؤال آخر لنفس المندوب بقوله:

إن الواجب المقدس الذي يحتمه الدين وتفرضه الوطنية على كل عربي هو أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015