أمكنكم الدفاع، وأوله باليد، وليس معنى ذلك هو إشهار السلاح فقط، ولكنه التعلم، تعلم كل مايمكن أن تتفوقون به من الصنائع، وباللسان أي ببذل كل ما أوتيتم من النصيحة والإرشاد، وبالقلم، أي بتأسيس الصحف وارتباطها ببعضها لتوحيد الفكرة وتوجيه الرأي العام، وبعمل الملاجئ، والمستشفيات للفقراء واليتامى والمرضى حتى لايضطرون إلى الإلتجاء للمؤسسات الأجنبية التي قد تدس لهم السم من عقائد دخيلة، ومذاهب فاسدة مفسدة، ثم إنشاء المدارس الوطنية وتشجيع التجارة الوطنية والإكتفاء بمصنوعات البلاد.
وبعد أن تحدث في هذا الموضوع بإسهاب قال: والشعب العربي هو الآن على أبواب نهضة عظيمة ستتجاوز بعون الله ماكان عليه قبل قرون، وأن التاريخ سيعيد نفسه - والأحفاد كما قيل هم سر الجدود -.
إن الشعب العربي له مواهبه العظيمة في الحرب والسياسة، وفي العلم والإقدام، هذا مالاينكره أحد، والبلاد العربية في نظر عموم المسلمين متقدمة، ولها المكان المرموق لوجود البيت الحرام وكذلك قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وبيت المقدس (?).
وقال في مكان آخر من البحث: إن الإسلام معناه الاتحاد والإسلام واحد لايقبل التجزئة ولكن مع الأسف الشديد فقد أدى الجدل الكلامي إلى الاختلاف فتفرق المسلمون إلى معتزلة وأهل سنة، وتفرقت المعتزلة شعباً وتفرق أهل السنة في الاجتهاد إلى مذاهب وهذا الاختلاف تجاذبته الأغراض السياسية، ولاسبيل لحسم هذا الخلاف إلا بالعودة إلى الإسلام الذي بينه صاحب الرسالة على بساطة أسلوبه وسمو معانيه وجوهره (?).
فلنفكر قليلاً في إنصاف وتعقل، ولننظر إلى الحقيقة ولنرجع إلى أوامر النبي وكنه الإسلام ونستعرض هذه المصائب التي انتابتنا منذ عصور طويلة، فإنه لايوجد شيء مهلك كمنازعتنا معشر المسلمين ... إلى أن قال: إن هذه الفوضى