سيطرة الدول المختلفة، وظلوا ناسين عظمتهم ومدنيتهم وقد تعودوا طأطأة الرؤوس للذل، ومن الطبيعي أن لاتحتفظ أمة ببأسها وسجاياها، وخصالها في سلطان حكومة مستبدة، وهكذا شرع العرب يتغيرون ويفسدون على أن العرب لن ينسوا جنيستهم وقتاً ما، وليس فيهم من خرج عن عروبته.

إن عربة العرب الماضية لتؤثر تأثيرها النفسي الآن، وإن التاريخ يعيد نفسه، وإن العربية مثل الإسلام صبغة لاتزول واستطرد إدريس السنوسي في بحثه إلى أن قال: فإذا نال العرب استقلالهم أو استقلت كل مقاطعة عربية إدارياً، واتحدت مع بقية أخواتها فإنهن يقمن امبراطورية عظيمة وحكومة متحدة على نسق واحد.

واستطرد في حديثه عن العرب إلى أن قال: إنهم محتاجون إلى تربية أخلاقية، وتنمية عقولهم المنهوكة منذ مدة من الزمن حتى يستردوا شملهم العربي وأخلاقهم العالية، وفي الحقيقة أن جملة البلاد العربية أصبحت في سبات عما يراد بها من الممالك الأخرى ولن تستيقظ إلا على أصوات مدافع المستعمرين، ورب أمة لاتعرف نفسها حتى تصاب بمظالم الأجانب (?).

ثانياً: الأخوة الإسلامية والعروبة:

قال: حقاً إن الإسلام يمنع تغلب الجنسية ولكن لا يأبى تكامل الأمم إذا لم يضر بسائر البلاد الإسلامية، ولم يضيع الأخوة الدينية والذي يمكنه الرقي في هذا العصر هو الذي يفهم الإحساس القومي، ولايمكن الرقي بغير هذا لأن الارتقاء رهين باتحاد الجماعات وتعاونها، والكمال لايكون إلا بالأمة كلها، وما كان لرقي الأفراد إلى الآن فائدة كبيرة في الأمة، ولهذه الأمنية يربي السياسيون الأمم، والاتحاد القومي موجود بنفسه، ويكفي فيه أن يكون الإنسان عربياً، فإن الفرد من هذه الأمة العربية يدرك بفطرته وبفكره الأول أنه ابن هذه الأمة التي زلزلت الأرض حيناً من الزمن، وحق له أن يفهم ذلك، وهذا العصر هو عصر القوميات فلا تستطيع الأمة العربية أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015