المبحث الخامس نظرة في كتاب الملك إدريس رحمه الله في اتحاد العرب وائتلاف الموحدين وبعض المقابلات الصحفية

المبحث الخامس

نظرة في كتاب الملك إدريس رحمه الله في اتحاد العرب وائتلاف الموحدين وبعض المقابلات الصحفية

هذا الكتاب ذكره المؤرخ الليبي محمد الطيب الأشهب رحمه الله تعالى ونقل لنا منه نقولاً مهمة ولاندري أين الكتاب الآن، كان هذا الكتاب قد وضعه إدريس السنوسي بقلمه كرسالة شاملة في عام 1929م شكلت بحثاً سياسياً علمياً عاماً، تناول فيه الموقف الإسلامي العربي والدولي من جميع الوجوه على حقيقته، فجاء بحثاً متميزاً مدعوماً بالحجج العقلية، والبراهين المنطقية، والأدلة التاريخية وتحدث فيه عن العوائق، والمشاكل التي تواجه تقدم العالمين (الإسلامي والعربي) والأسباب التي أخرت المسلمين والعرب، والوسائل التي يجب اتخاذها لتمكين العرب من تحقيق وحدتهم التي يراها ضرورية، وتحدث عن الخلافة الإسلامية ومالها وماعليها، وعن سبب انهيارها، وتكلم عن المشاكل الدولية وعن الإستعمار وأهدافه، وعن المدنية الإسلامية والحضارة العربية، وعن دولة الإسلام وماتلاها من دول وحكومات عربية، وتحدث عن الأخطاء التي ارتكبت في مختلف عصور التاريخ الإسلامي والعربي، ثم انتقل من هذه المواضيع العامة إلى موضوع الوحدة العربية وما يقاسونه (?).

أولاً: حديثه عن الوحدة العربية وحالة العرب:

قال رحمه الله: كل إنسان يعرف أن جزيرة العرب كانت قبل البعثة النبوية مضطربة بفعل الجهالة والفوضى والشقاق إلى أن قال: وكان لابد من إصلاح أساس النظام، وعلى هذه الحاجة ظهر الإسلام.

وقال في موضع آخر من بحثه: صار العرب بعد زوال الحكومات العربية تابعين لكل متبوع ولم يعنوا برفعة أمتهم، ولم ينتهوا من رقدتهم وبالأخص منهم من كانت دياره محتلة بالحكومات غير العربية لقد فسدت أخلاقهم وسجاياهم تحت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015