تقف بعيداً عن هذا التيار، والعرب هم أساس الإسلام ومنشأه فإذا ماتماسكوا وتكاتفوا وشدوا أزرهم ينهض الإسلام بلا ريب، ولاخوف على المسلمين من تفرق الكلمة إذا ماعرب الجزيرة نهضوا، ومن أجل هذا نرى أن العصبية العربية معقولة ومشروعة، بل وضرورية، على شرط أن لا تتعارض مع الأخوة الإسلامية، وأن لاتتعدى على الآخرين وبهذه الوسيلة تقوى الأمة العربية ويقوى الإسلام معها (?).
ثالثاً: الحجاز هو قطب رحى الجزيرة العربية:
قال الملك إدريس رحمه الله: لاريب أن الحجاز هو قطب رحى الجزيرة العربية، ومنه منشأ الرجال الذين نشروا في العالم أسمى مبادئ الحرية وعلموا الناس أجمل معاني العدل، والتسامح، والعلم، والقابض الآن على أزمة أموره هو جلالة الملك عبد العزيز آل سعود، وفي بلاد اليمن جلالة الإمام يحيى بن حميد الدين، وهذان الملكان المستقلان المسيطران على صميم أحفاد عدنان وقحطان لاريب في أنهما يشعران بثقل المسؤولية أمام الله وأمام أهل الجزيرة وعموم المسلمين، وهما الآن أمام صحيفة يسطر لهما التاريخ فيها من جديد كما سطر لغيرهما في الماضي، ولايعزب عن ذكائهما كيف يجب أن تدار دفة الأمور لإعادة مجد العرب والإسلام، وتعريف الأمم ماتجهله من مدنيتهم وآدابهم وحضارتهم، وليس هناك مايقرب بين الشعوب ويعرف بعضها بالبعض الآخر غير الأعمال المجيدة النافعة والآخذة بأسباب الإصلاح من كل وجوهه المعلومة في هذا العصر، عصر المعارف والفنون، فعليهما أن يعرفا كيف يقودان صميم الأمة العربية من أحفاد عدنان وقحطان في القرن العشرين، إنهما يريدان أن يقفا بالأمة العربية في مستوى واحد مع الأمم التي سبقتهم الآن بمراحل، فعليهما إذن أن يستعدا للكفاح في معترك هذه الحياة، وعليهما أن يخلقا في أرض الجزيرة حيث لا امتيازات ولا عوائق مدنية جديدة وشعباً قادراً على السير وحده، ولم يكن هذا بالشيء العسير لأن الفرصة سانحة للعمل (?).