جميعاً وبنوع خاص على شعوب الشمال الافريقي وهو على إدراك تام بما يعانيه الشعب الجزائري في حربه الاستقلالية، ثم قال ولقد بذلت تركيا الكثير من المساعي السرية الحميدة لدى حكومة باريس موصية وناصحة بأن مشكلة الجزائر لا تحل بالقوة والقمع بل بحلول سياسية وتفاوض مع ممثلي سكان الجزائر، وأضاف أنه على استعدد لمضاعفة هذه المساعي بل وتوسيعها بحيث تشمل ضغطاً ودياً لدى دول حلف الاطلنطي الاخرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا، وقام السيد مصطفى بن حليم يشكر عدنان مندريس على مساعيه الدبلوماسية الطيبة وحثه على المواصلة وقال له: (أن مساعدة شعب الجزائر تتطلب أكثر من المساعي الحميدة فهي تتطلب عوناً مادياً، مالاً وسلاحاً ونظر عدنان مندريس الى مصطفى بن حليم وظهر على وجهه الاضطراب واختفت الابتسامة التي كانت تلازمه كثيراً ثم قال للسيد مصطفى بن حليم: يا أخي العزيز أنت تعرف أن تركيا عضو هام في حلف الاطلسي فكيف ترى أن تقدم لثوار الجزائر سلاحاً من سلاح الحلف (الاطلسي) لكي يحاربوا به عضواً هاماً آخر من ذات الحلف أعني فرنسا؟ فقال مصطفى بن حليم: أنا أعرف أن تركيا من أقوى الدول الاسلامية وهي التي كانت تتولى القيادة والريادة للأمة الاسلامية لقرون عديدة، فكيف ترى أنت يا أخي العزيز ألا تمد تركيا العون المادي للجزائريين المسلمين الذين تقتلهم قوات فرنسا وتشردهم او تعذبهم أنكل التعذيب؟ ومالهم من ذنب إلا أنهم يسعون لنيل حريتهم واستقلالهم؟
كرر مندريس مخاوفه الشديدة من عواقب اكتشاف اية شبهة بأن تركيا تمد الثورة الجزائرية بأي عون مادي .. وكرر عدة مرات بان هذا سيسبب طرد تركيا من حلف الاطلسي وهو الركيزة الرئيسية التي يرتكز عليها دفاع تركيا في مواجهة الخطر الروسي العظيم، وكان بن حليم يشعر بأن مخاوف عدنان مندريس حقيقية فهدأ من روعه وقال له أن الثورة الجزائرية في أشد الحاجة الى أنواع كثيرة من الأسلحة الحديثة وهذه الاسلحة متوفرة لديكم، فاذا أعطيتكم كشفاً مفصلاً بهذه الاسلحة وأهديتموها أنتم الى شقيقتكم ليبيا فليس في هذا مايثير أي شك او ريب لدى فرنسا وقال مصطفى لعدنان بأن الليبيين سوف يقومون بتسريب السلاح