لقد وقف الملك وحكومته وشعبه مع القضية الجزائرية، وكانت الحكومة الليبية شديدة الحرص على الادعاء بأنها تقف موقفاً محايداً تماماً، فبينما تعطف على آمال الشعب الجزائري في الحرية والاستقلال إلا أنها لا تساعد على أعمال العنف! ولذلك فهي تدعو فرنسا وثوار الجزائر الى الجلوس الى طاولة المفاوضات للوصول الى حل سلمي! كان كل هذا ستار دبلوماسي لأن مساعدات ليبيا للجزائر زادت نوعاً ومقداراً بل سمح للمؤسسات الشعبية في أنحاء ليبيا بتكوين جمعيات شعبية لنصرة الشعب الجزائري وجمع التبرعات، وإرسال برقيات التأييد للثورة الجزائرية، وبرقيات الشجب للحكومة الفرنسية، وكانت الحكومة الليبية برئاسة بن حليم تدعي أن لا دخل لها بالأعمال الشعبية العفوية، وأن خير سبيل أمام فرنسا هو الاستجابة لنصائحها باتباع الطرق السلمية مع الثورة الجزائرية وإيقاف القمع والقتل والتشريد التي تقوم بها القوات الفرنسية في الجزائر (?).
كان رئيس الحكومة الليبية مصطفى بن حليم متعاطفاً مع القضية الجزائرية ووجد دعماً معنوياً من الملك نفسه، فمضى في طريقه بثقة واطمئنان حتى أنه لما زار عدنان مندريس رئيس وزراء تركيا ليبيا في عام 1957م في شهر فبراير اختلى بن حليم بعدنان مندريس وبدأ بحديثه عن دور الاتراك العظيم في نشر الاسلام وزعامتهم للامة الاسلامية عبر قرون عديدة من التاريخ الاسلامي المجيد، وشدد على روابط الدين التي تربط الاتراك ببقية الأمة الاسلامية، وعلى أن لتركيا دورها الاسلامي العظيم بالرغم من دعاوي العلمانية، ثم عرّج بحديثه عن شمال أفريقيا وشرح لمندريس مدى الظلم والقتل والتشريد الذي يعاني منه شعب الجزائر المجاهد ومحاولات فرنسا قمع ثورته الاسلامية وتنصيره وفرنسته، ثم دخل في صلب الموضوع وقال لعدنان بك: (أنني آمل أملاً قوياً أن تمد تركيا الشقيقة المسلمة الكبرى يد المساعدة لشعب الجزائر المجاهد في محنته الراهنة).
قال عدنان مندريس أنه كمسلم يعطف بكل جوارحه على الشعوب الاسلامية