إلى الإخوان الجزائريين تدريجياً وواعده بأن لايعلم هذا السر إلا القيادة الجزائرية العليا، بل عدد قليل من أفراد تلك القيادة العليا وواصل بن حليم حديثه مع ضيفه رئيس وزراء تركيا عدنان مندريس واستعرض له ماضي تركيا الإسلامي وتاريخها في الذود عن الإسلام، وإعلاء كلمته ومزج السياسة بالعاطفة الدينية، إلى أن قال عدنان مندريس: سنقدم لكم هدية السلاح، وأرجو الله أن يوفقكم في إيصالها لأولئك الذين يحتاجونها في الدفاع عن دينهم، أما نحن في تركيا فإننا نقدم الهدية لجيش ليبيا الشقيقة فقط، وشدد على المحافظة على السرية المطلقة، وبعد أسابيع قليلة وصلت هدية السلاح التركي واستلمها الجيش الليبي في احتفال عسكري ثم بدأ تسريبها تدريجياً إلى مجاهدي الجزائر (?).
كان الملك إدريس رحمه الله بعيد النظر، فبعد أن استقال السيد مصطفى بن حليم من الحكومة في آخر مايو عام 1957م عينه مستشاراً خاصاً له بمرتب رئيس وزراء وأصر على بقاء بن حليم في خدمة الدولة وشرح الملك لرئيس وزراءه السابق أنه سيحتاج إليه قريباً ثم عرض عليه أن يرسله سفيراً لليبيا في باريس، لأن علاقته الممتازة مع رجال الثورة الجزائرية ولأن الحكومة الفرنسية قد وصلت لقناعة بأن قضية الجزائر لاتُحل عسكرياً وإنما بالمفاوضة مع سكان الجزائر وعندما ردّ بن حليم على الملك بقوله أن الحكومة الفرنسية أصبحت على علم تام بالدور الذي قام به في مساعدة الثورة الجزائرية وتهريب السلاح والعتاد لها، وأن الثقة منعدمة بينهم وبينه، رد الملك بأن هذا هو خير مؤهل يجعل الحكومة الفرنسية تستعمل مساعيك كقناة للوساطة مع الثورة الجزائرية لتأكدها من أن زعماء الجزائر سيتقبلون نصحك قبولاً حسناً ويثقون بما تنقل لهم من اقتراحات وأضاف الملك: (عليك أن تكمل رسالتك نحو الثورة الجزائرية) (?) لقد كانت مهمة سفير ليبيا في فرنسا البحث مع الحكومة الفرنسية عن سبل سلمية لإعطاء شعب الجزائر حق تقرير مصيره،