المدعو (بن بلاّ) وتمكنت بصعوبة كبيرة من السيطرة على عضلات وجهي وكتم ضحكة ساخرة ...

وقلت للسفير أرجو أن تحضروا لنا صوراً للمجرم (بن بلاّ) صور مواجهة وصور جانبية ووصف دقيق للرجل وتقدموا هذه المعلومات للسير يجادير جايلز بك في طرابلس وللفريق بوقويطين في برقة، وسأصدر تعليماتي لهما بمساعدتكم بكافة الوسائل، وودعت السفير ثم أستأنفت الاجتماع فسألني الأخ أحمد عن سبب زيارة السفير قلت أراد المساعدة في القبض عليك! قال وماذا قلت له؟ قلت وعدته بالمساعدة بعدما يقدم لي تفاصيل كافية تمكن رجال الشرطة من القبض عليك وضحكنا كثيراً .. ) (?).

لقد تدهورت العلاقات بين ليبيا وفرنسا بعدما تأكد للحكومة الفرنسية أن ليبيا تقف وراء حركة الجهاد في الجزائر مؤيدة لها قولاً وفعلاً، وتسربت الأخبار عن الدور السري الخطير الذي كانت تقوم به ليبيا بزعامة ملكها في مساندة الشعب الجزائري ومده بالسلاح والعتاد بالإضافة إلى التأييد السياسي، والمعنوي أثر اعتراض الطيران الفرنسي للطائرة التي كانت تحمل احمد بن بلا ورفاقه وهم في طريقهم من الرباط الى تونس، وإرغمت الطائرة على الهبوط في مطار الجزائر وتم اعتقالهم هناك (?).

لقد استشاط غضباً نواب اليمين في البرلمان الفرنسي ووصلت حملتهم على دور ليبيا في نصرة حركة الجهاد في الجزائر حد الهستريا، الأمر الذي جعل الحكومة الفرنسية تحاول التملص من تعهداتها بالجلاء عن الجنوب الليبي في فترة اقصاها نوفمبر سنة 1956م وقامت فرنسا بأرسال السفير (بالائي) الى الحكومة الليبية وأبلغها بأن الحكومة الفرنسية لاتستطيع أن تنفذ جلاء قواتها عن فزان بعد ماتبين لها مواقف الحكومة الليبية المعادية لفرنسا، وكان رد رئيس الوزراء الليبي بأن حكومته سوف ترفع القضية الى مجلس الأمن وطلبت من الرئيس أيزنهاور الامريكي لكي يتدخل وينصح حلفاءه الفرنسيين باحترام ميثاقهم مع ليبيا (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015