الأمرين مساعدة المجاهدين في الجزائر، وعدم تعريض استقلال البلاد لأي هزة من أي نوع كانت وقام مدير عام قوة دفاع برقة الفريق محمود بوقويطين باتخاذ إجراءات الرقابة التي ستصاحب قوافل السلاح عبر برقة، واتخذ رئيس الوزراء مجموعة خيرة من ضباط مدينة طرابلس يشرف عليهم المجاهد العقيد عبد الحميد بيّ درنه للإشراف على هذه المهمة الخطيرة وباشر الليبيون مع إخوانهم الجزائريين تنفيذ ما اتفقوا عليه وتسرب السلاح من ليبيا إلى الجزائر تدريجياً واستمر هذا الحال في سرّية وكفاءة تامتين لمدة سنة تقريباً وكان الملك رحمه الله يبارك تلك الأعمال الجبارة (?).

ويحدثنا السيد مصطفى بن حليم عن قصة طريفة حدثت له مع السفير الفرنسي في ليبيا حيث قال: أذكر هنا قصة طريفة حدثت في منتصف سنة 1955م، فقد كنا في أوائل الصيف وأذكر كان يوم خميس وكنت على موعد مع الأخ أحمد بن بلاّ (من زعماء ثورة الجزائر) وبعض مساعديه، دعوتهم للغداء ثم التباحث بعد ذلك في أمور السلاح والعتاد والثورة ... وأثناء النهار اتصلت بي وزارة الخارجية الليبية تقول أن السفير الفرنسي يلح في طلب مقابلتي حاملاً رسالة من إدجار فور رئيس الحكومة الفرنسية، وبدون تفكير قلت ليحضر السفير الساعة الخامسة إلى المنزل (منزل رئيس الحكومة) ناسياً موعدي السابق مع بن بلاّ وجماعته، ورجعت إلى مسكني عند الثالثة وتناولت الغداء مع الأخ أحمد وجماعته والعقيد بيّ درنه ومساعديه ثم بدأنا مناقشة طويلة لاختيار أحسن المواقع التي تخزن فيها شحنات السلاح القادمة، وأثناء انهماكنا في هذه المناقشة الدقيقة دخل كبير المباشرين، (وبرغم أوامري بعدم دخول أحد علينا في ذلك الاجتماع)، واستأذن وأسرّ في أذني أن السفير الفرنسي وصل وأدخله في الصالون المجاور!! وارتبكت ثم قلت للأخ أحمد بن بلاّ أستأذنكم لبضع دقائق فقد حان موعد كنت نسيته مع السفير الفرنسي! وأضفت لعله لم يسمع مناقشتنا .. ! وذهبت لاستقبال (مسيو دي مارساي) الذي كان يحمل لي رسالة عاجلة من رئيس وزراء فرنسا يرجو المساعدة في القبض على طريق العدالة الفرنسية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015