الانكليز ايضاً في شرطة ولاية طرابلس، وفرنسا لاتزال تحتل جنوب ليبيا (فزان) ولسفاراتها في طرابلس وبنغازي جهاز مخابرات من الطراز الاول وله أعوان وعيون منتشرة في طول البلاد وعرضها، بين السيد بن حليم تلك الملابسات لجمال عبد الناصر الذي أجاب: (أنني على علم تام بأن ما أطلبه منك عمل ينطوي على خطورة كبيرة، ومغامرة خطيرة ... ) (?) ثم أضاف: (لولا أنني مطمئن لوطنية الملك ادريس ووطنيتك وحرصكما الشديد على تحرير الشمال الافريقي من نير الاستعمار الفرنسي البغيض لما طلبت منكم ماطلبت، وعلى أية حال فأنا رهن إشارتكم لأي عون أو نصح أو مساعدة في سبيل هدفنا النبيل لتخليص الجزائر من ربقة الاستعمار، بعد ذلك قام جمال عبد الناصر بتعريف مصطفى بن حليم بالسيد أحمد بن بلاّ (?).

كان قائد قوة دفاع برقة الفريق محمود بوقويطين لايثق في جمال عبد الناصر ويراه حريصاً على تفجير القلاقل وزعزعة النظام داخل ليبيا ولربما اتخذ من ستار مرور السلاح إلى الجزائر كوسيلة لتوزيع السلاح داخل ليبيا ضد المملكة وعُرِض الأمُر على الملك رحمه الله فقال: (من ناحية لايمكننا أن نرفض مساعدة ثوار الجزائر في جهادهم، هذا واجب ديني محتم علينا تلبيته ولايمكننا أن نتردد في القيام به .. ومن ناحية أخرى فإنني لا أريد أن أعرّض استقلال هذا الوطن الذي ضحينا في سبيله بكل عزيز وغال واستشهد في سبيله مئات الآلاف من الليبيين، ولا أود أن أقامر بهذا الاستقلال خصوصاً مع فرنسا التي خرجت عن طورها وترتكب كل يوم الكثير من الجرائم والحماقات في قمع كل حركة استقلالية في الشمال الإفريقي ... ومع توتر علاقتنا مع فرنسا بعد طلبنا إجلاء قواتها عن فزان فإنها ستلتمس أي عذر لترتكب معنا حماقة كبرى .. ) (?).

لقد وافق الملك إدريس على تمرير السلاح من مصر عبر الأراضي الليبية وقام بتوجيه وزير الوزراء والمسؤولين عن هذه الأمور باتخاذ الأسباب اللازمة للجمع بين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015