في كتابه صفحات مطوية من تاريخ ليبيا السياسي في الباب التاسع تحت عنوان ثورة الجزائر ودور ليبيا الخطير في مساندتها مايقيم الحجة والبرهان على صدق الملك ادريس لدعمه للثورة الجزائرية، فقد ذكر السيد مصطفى بن حليم عندما كان بالقاهرة أن الرئيس جمال عبد الناصر اتصل به ودعاه لاجتماع منفرد معه، وفاجأه قائلاً: أنه يود أن يتحدث معه عن الثورة الجزائرية التي اندلعت وشرح جمال عبد الناصر لمطصفى بن حليم أنه اتفق مع الملك سعود والأمير فيصل على أن تقوم المملكة العربية السعودية بتقديم كافة الأموال اللازمة لشراء السلاح والعتاد والإمدادات اللازمة للثورة الجزائرية وأن يقوم رجال الجيش المصري والمخابرات بشراء ذلك السلاح والعتاد وإيصاله الى الحدود الليبية وهو يأمل أن يشرف رئيس الحكومة (السيد مصطفى بن حليم) بنفسه بنقل ذلك السلاح والعتاد عبر ليبيا الى الحدود الجزائرية حيث يستلمه منه ممثلوا الثورة الجزائرية ثم قال جمال عبد الناصر لمصطفى بن حليم أولعلك ستخشى الفرنسيين وتخاف بطشهم؟).

فرد عليه مصطفى بن حليم رئيس وزراء ليبيا سابقاً وقال له: (ياريس لعلك لا تعرف أن جد الملك إدريس جاء الى ليبيا من الجزائر هارباً من الطغيان الفرنسي وأمضى حياته في نشر الدعوة الاسلامية وإيقاظ الأمة الاسلامية لتقاوم موجة الطغيان والتنصير الفرنسي، ووالد الملك ادريس ظل يقاوم تغلغل المد الفرنسي في تشاد والسودان والنيجر، حتى لقي وجه ربه والسيد احمد الشريف والملك ادريس أفنيا عمرهما في الجهاد ضد الطليان ... ) (?). ورد جمال عبد الناصر على هذه الاجابة المقنعة بقوله: (ألاتستوعب الدعابة؟ إنني أعرف كل هذا وأعرف أن الليبيين أبطال جهاد ولكنني رغبة أن أرى رد فعلك .. وتبين لي أنك مغربي حاد المزاج لاتتقبل الدعابة بروح مرحة) (?).

كانت القوات البريطانية المتواجدة في ليبيا والمنتشرة على طول البلاد من طبرق الى غرب طرابلس، والجواسيس الانكليز يسيطرون على مراكز حساسة، وموظفون من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015