الوحدة تلقي على كواهلنا مسؤوليات جساماً وتضع نصب أعيننا واجبات كثيرة فعلينا أن نكون بها ونحافظ عليها، كما نحافظ على استقلالنا ونحوطها بالرعاية والحدب، ونغذيها بمشاعر المحبة والوطنية حتى نستمر في طريق النمو والإكتمال، فالوحدة ليست غاية في ذاتها وإنما هي وسيلة إلى عمل الخير وطريق إلى آفاق الإصلاح والفلاح وواجبنا أن نأخذ منها القاعدة الصالحة للإنطلاق إلى الأهداف العليا، ومصباح النور الذي ينير مواقع خطواتنا في طريق العمل الدؤوب والسعي المجدي والتعاون المثمر المفيد، إن كل مواطن مسؤول على حماية الوحدة وتفرض هذه المسؤولية أن شعار الوحدة تحت لوائه الخفاق كل السواعد العاملة، والهمم المتوثبة، والكفاءات الخلاقة، ويشمل كل بقعة تستظل بسماء هذا الوطن العزيز ويستمتع كل مواطن بخيراتها العميمة، ويعيش في كنفها عيشة الطمأنينة والسعادة والاستقرار، أبلغ شكر لنعمة ضيافتها، وأسمى مراتب الحق أن يحب المرء لأخيه مايحب لنفسه، وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. وفقنا الله جميعاً الى مايحبه ويرضاه، وألهمنا الرشد والصواب، وجعل وحدتنا فاتحة عهد سعيد يفيض خيره ويزيد نفعه وتعم بركاته، ونبدأ مرحلة تنشط فيها العزائم، وتقوى الارادات، فإنه تعالى أقرب مسؤول يجيب دعوة الداعي إذا دعاه ومنه الهداية والتوفيق وإليه الملجأ والنصير (?).
إن هذا الخطاب مليء بأدب العبارة، وسمو المعاني، والتواضع الجمع والدعوة الى الخير والبر والتقوى.
خامساً: اهتمام الملك ادريس بالثورة الجزائرية:
كان السنوسيون منذ زمن المؤسس الأول للحركة الامام محمد بن علي السنوسي مهتمين بأمر الجهاد في الجزائر وواصل الملك ادريس جهوده المادية والمعنوية لدعم ثورة الجزائر التي اندلعت في 1/ 11/1954م وقد اثبتت الوثائق التاريخية جهوده العظيمة، وأعماله الجسيمة في هذا الباب، فقد ذكر السيد مصطفى احمد بن حليم