مواطني الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في هذه اللحظات التاريخية التي تمر بها أمتنا المجيدة، وفي هذه المرحلة التي يجتازها ركبنا الصاعد يسرني غاية السرور أن أعلن للشعب الليبي الكريم انتهاء العمل بشكل الحكم الإتحادي والبدء رسمياً في نظام الوحدة الشاملة الكاملة تطبيقاً للتعديل الدستوري الذي وافقت عليه المجالس النيابية والتشريعية بالإجماع وإنني لأحمد الله تعالى كثير الحمد وأتوجه إليه بالشكر العظيم والثناء الجميل على مامنّ به سبحانه وتعالى من نعمة حتى مشاهدة ولادة هذا الأمل الوطني الكبير ووفقنا جميعاً بتأييده وعونه إلى تحقيق هذه الأمنية الغالية.
إن الوحدة التي تبدأ اليوم عهدها الميمون هدف جديد من أهدافنا الوطنية التي جاهدنا من أجلها وضحى شعبنا في سبيلها، فهي ثمرة طيبة للجهاد ووفاء لأجر الصابرين، وهي بعد ذلك، خير وبركة ورمز لاجتماع الكلمة وتآلف القلوب ووعاء للمحبة والتآخي والوئام ومبدأ يتبوأ مكان السمو في عالم الأخلاق والفضيلة، وحبل الله المتين الذي أمرنا سبحانه وتعالى بالاعتصام بعروته الوثقى، قال تعالى وهو أصدق القائلين: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا} وهو الدين القويم دين سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وقال تعالى: {ولاتفرقوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
فالحمد لله الذي جمع على المحبة قلوبنا ووحد على الوفاق بلادنا وجعلنا من أمة التوحيد التي هي خير أمة أخرجت للناس.
وإني لأنتهز فرصة إعلان الوحدة المباركة السعيدة فأوصيكم جميعاً بتقوى الله تعالى ومراعاة وجهه في السر والعلن، وأحثكم على مضاعفة الجهد وبذل المزيد من العمل حتى نوفر لبلادنا الإزدهار والرخاء والرفاهية ونعيش جميعاً في ظل الوحدة أمة قوية في خلقها، عزيزة في شخصيتها، متينة في بنائها، نظيفة في سمعتها، إن