طرابلس تلبية لرغبة الشعب الطرابلسي لهذه الزيارة ولبى الملك تلك الرغبة وابتهجت المدن الليبية في الغرب بهذه الزيارة واستقبلته الوفود من الرجال، والنساء والشيوخ والشباب وعندما وصل موكبه الى طرابلس واخترق شارع عمر المختار كان بعض العملاء المندسين يتربصون بالملك الدوائر وقذف موكبه ببعض القنابل ولكن الله سلّم، وظهرت من الملك شجاعة نادرة، وثبات عجيب فلم يهتز من بدنه شعرة واحدة، وماكاد يذاع نبأ هذه المحاولة الفاشلة في ليبيا حتى اجتمعت جموع الشعب في أسرع من لمح البصر من شدة حبها لزعيمها وقائدها وشرعة تهنئ بعضها بسلامة قائدها وبهذه المناسبة قال احمد رفيق المهدوي:
وقاك الله من شر الاعادي ... ودام علاك ياأمل البلاد
وعشت لامة جعلتك رمزاً ... لوحدتها وروحاً للجهاد
حياتك بيننا لله نور ... أيطفئ نوره أهل الفساد
أتم الله نعمته علينا ... بحفظك واهتدائك للسداد
فدم ملكاً على عرش متين ... محاطاً بالمحبة والوداد (?)
وقد أجاب الملك ادريس عن هذه الحادثة فقال: إن هذه الحادثة لم تكن أبداً من ليبي ولن يقدم عليها أحد من أبناء ليبيا، وإنني أحمد الله جلت قدرته الذي وقى هذه البلاد شر المصائب الى أن قال: والضرر الذي يلحق بقضية البلاد أخطر من الضرر الذي يلحق بشخصنا أو بأي شخص آخر، وقال: إننا لسنا من أي حزب ولن نتحزب لحزب دون آخر، وإنما نحن للجميع ونسعى لخير الكل ولصالحهم، هذا هو مبدؤنا الذي فطرنا عليه وعملنا من أجله زهاء ثلاثين سنة، ونحن لانعتبر أنفسنا إلا فرد من أفراد هذا الشعب لايهمه غير مصلحة الشعب ومستقبل البلاد (?).
وقام بزيارة ترهونة والزاوية وغريان، ويفرن ومصراته وزليطن والخمس، وكان