وقال: (يجب على العرب والمسلمين أن يحرروا الفكر من قيود التقليد وأن يعتبروا الدين صديقاً للعلم) (?).

وقال أيضاً: (لقد نبغ في العرب رجال لو انهم تماسكوا وتضافروا لأوجدوا في البلاد العربية حركة فكرية) (?) وقال: (إن كل شيء يمكن نيله إذا ماانتصرت حرية الفكر فبدونها لايحصل أي تقدم ولا أي رقي ولا أي صلاح، لايمكننا الوقوف الى جانب القوى التقدمية إلا إذا عممنا التربية والتعليم كما ينبغي وبذلك ننشئ نشأً جديداً يكون أهلاً للنظر وللفكر والعمل) (?).

إن الاهتمام بالدين والعلم والأخلاق عند الملك ادريس رحمه الله نابع من عقيدة الاسلام، ومن فهمه لكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ويرى أن الحضارة الصحيحة هي التي تقوم على الدين والعلم والاخلاق وبهذه المقومات قامت الحركة السنوسية؛ فعندما سأله كاتب دنمراكي أجرى معه مقابلة صحفية اثناء وجوده بالمنفى عن موقفه اتجاه الاحتلال الايطالي لليبيا آنذاك، فجاء رده مؤكداً لنظرته للحياة الروحية باعتبارها أهم من الوجود المادي، إذ قال في معرض حديثه إن الحضارة التي يريد الايطاليون إدخالها الى بلادنا تجعل منا عبيداً للظروف، ولذا وجب علينا أن نحاربهم، فهي تبالغ في إضفاء الأهمية على قشرة الحياة الخارجية، كالتقدم الفني والآلي مثلاً -وتعتبر مظاهر الابهة والسلطان معياراً للحكم على قيمة الفرد أو الأمة في حين تستهين بالنمو الداخلي للانسان، وأستطيع أن اقول لك شيئاً واحداً وهو أنه حيث تسود الدعوة السنوسية يستتب السلام والرضا من كل جانب (?).

ثانياً: حبه للشعب وحب الشعب له:

عندما عينت الجمعية الوطنية التأسيسية الليبية حكومة مؤقتة في شهر ابريل عام 1951م برئاسة محمود المنتصر رأت الحكومة أهمية زيارة الملك ادريس لمنطقة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015