لقد كان الملك ادريس رحمه الله تعالى نصيراً للدين والعلم والاخلاق ولذلك قام بتوجيه شعبه منذ تحرير بلادنا من الاستعمار الايطالي الى التعليم والاكثار من المدارس، والاهتمام بالاطفال ولما تولى أمر المملكة الليبية وجه المسؤولين الى وجوب العناية بالتعليم وتعميمه واهتم بوزارة المعارف، وتبرع بقصر المنار لوزارة المعارف ليكون نواة للجامعة الليبية.

وفي عام 1954م من شهر نوفمبر أصدر الملك ادريس توجيهاته الى حكام الولايات الثلاث برقة، وطرابلس، وفزان لاتخاذ السبل الكفيلة بضرورة تدريس العلوم الدينية على الطلبة في جميع المدارس كمادة أولية مفروضة، وفرض الصلاة في أوقاتها (الخمس) على طلاب المدارس من بنين وبنات في كافة انحاء المملكة لإعداد هذا الجيل إعداداً اسلامياً رشيداً.

واهتم بتطوير معهد السيد محمد بن علي السنوسي حتى أصبح جامعة متميزة من حيث التعليم، والنظام والاستعداد، وكان يحث شعبه على الصلوات الخمس ويحذرهم من المعاصي والذنوب وقام بتوجيه رئيس الوزراء ورئيس الديوان والولاة الليبيين وحملهم مسؤولية تهاون موظفي الدولة في أداء الصلوات الخمس ومسؤولية شرب الخمر، وحملهم المسؤولية العظمى أمام الله ثم أمام الملك، وكانت حيثيات هذا التوجيه مدعمة بالأحاديث النبوية الشريفة، وكان الانذار الذي يحمله هذا التوجيه شديداً (?).

وكان يرى أن أركان النصر للشعوب في ثلاثة ركائز بالتمسك بالدين الكامل، والخلق الفاضل والاتحاد الشامل ولذلك قال: (أنصح العرب الاشقاء بالتمسك بالدين الكامل والخلق الفاضل، والاتحاد الشامل؛ فلن يغلب شعب يحرص على هذه الأركان) (?).

وقال: (الاتحاد العربي ضروري، والعصبية العربية مشروعة ومعقولة شريطة أن لاتتعارض مع الأخوة الاسلامية وأن لا تعتدي على حقوق الآخرين) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015