متلازمان، لا ينفك احدهما عن الآخر، وان الفصل بينهما ضلال وكفر وردة فإن الايمان بالعقيدة وترك الشريعة كفر، وان الاخذ بالشريعة وترك العقيدة كفر.

وهذه الفعلة الشنيعة في الجري خلف الدساتير الارضية وقوانين الدول الغربية العلمانية وغيرها يدل دلالة قاطعة على خطورة الامر الذي وصلت إليه بلادنا من الضعف العقدي والشرعي.

قال تعالى: {ألم تر الى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلال بعيد} (سورة النساء، آية 60).

وقال تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم، وأن الظالمين لهم عذاب أليم} (سورة الشورى، آية 21).

وليس لاحد من خلق الله أن يشرع غير ماشرع الله واذن به كائناً من كان والله وحده هو الذي يشرع لعباده بما انه -سبحانه- هو مبدع هذا الكون ومدبره بالنواميس، ولا يتحقق هذا إلا حين يشرع الله المحيط بتلك النواميس. وكل ماعدا الله قاصر عن تلك الاحاطة بلا جدال فلا يؤتمن على التشريع لحياة البشر مع ذلك القصور.

ومع وضوح هذه الحقيقة الى حد البداهة، فإن الكثيرين يجادلون فيها، أو لايقتنعون بها وهم يجرؤون على استمداد التشريع من غير ما شرع الله، زاعمين انهم يختارون الخير لشعوبهم، ويوائمون بين ظروفهم والتشريع الذي ينشؤونه من عند انفسهم. كأنما هم أعلم من الله وأحكم من الله. أو كأنما لهم شركاء من دون الله يشرعون لهم مالم يأذن به الله. وليس أخيب من ذلك وأجرأ على الله (?).

والذي دفعني الى الوقوف عند هذه النقطة المظلمة من تاريخ بلادنا وهي اختيار دستورها من دساتير ارضية وتركهم لتشريع رب البرية هو كون شعبنا مسلماً مؤمناً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015