السعداوي يهاجم عدم اهلية الجمعية الوطنية طيلة النصف الاول من عام 1951م وكسب تأييد عبد الرحمن عزام وقام عزام ايضاً بالهجوم على الجمعية الوطنية وان قراراتها غير قانونية ومخالفة لرغبات الشعب الليبي وقررت اللجنة الدستورية للجامعة العربية بأنه لاحاجة للاتحاد في بلد يوحده الجنس واللغة والعادات والدين وأكثر من ذلك فإن الجمعية لم ينتخبها الشعب ليس لها سلطة البث في أمور تؤثر على مستقبل البلاد وقام بلت بإرسال مفتي طرابلس وهو عضو من الجمعية الوطنية الى مصر ليخطب ود الجامعة العربية وتلاشت عداوة الجامعة العربية بالتدريج.

وفي الرابع من ديسمبر 1950م أقرت الجمعية الوطنية العلم الليبي وانتخبت لجنة الدستور على اساس ستة اعضاء من كل منطقة لتحضير وتقديم مسودة دستور، وقامت اللجنة بدورها بتشكيل مجموعة عاملة من ستة اعضاء لكتابة المسودة وتقديمها فصلاً بعد آخر للجنة وكان (بلت) وخبراء آخرون من الامم المتحدة مستعدين لتقديم المشورة عند اول اجتماع للمجموعة العاملة في 11 ديسمبر. ودرست دساتير احد عشر اتحاداً منها الهند، وسويسرا وفنزويلا وقورنت ببعضها وأخذت دساتير مصر والعراق والاردن ولبنان وسوريا، وكذلك حقوق الانسان كنماذج لفعل الحريات الاساسية وغيبت عن المسلمين في ليبيا قواعد النظام الاسياسي في الاسلام ومن هذه القواعد التي غيبت عن المسلمين مفهوم الحاكمية فمدلول لا إله إلا الله يعني إنه لاخالق ولا رازق ولا محي ولا مميت ولا نافع ولا ضار إلا الله، ويعني أيضاً لا مشرع ولا محلل ولا محرم إلا الله، وغاب عن المسلمين في ليبيا أن التحاكم الى الدساتير الوضعية ووضع القوانين البشرية يتنافى مع بديهيات التصور الاسلامي والعقيدة الاسلامية، إن الله الذي جعل الاسلام ديناً هو الذي جعله عقيدة ونظاماً وإن الله ليأبى على الناس أن يبتغوا لأنفسهم ديناً غير هذا الدين {ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} (سورة آل عمران، آية85).

ان الذين ارادوا الفصل بين العقيدة الاسلامية والنظام والاسلامي إنما هم اعداء الاسلام ونحن نقول أن الاسلام عقيدة وشريعة، فإن العقيدة والشريعة أمران

طور بواسطة نورين ميديا © 2015