تحت وصاية الامم المتحدة لمدة عشر سنوات، على أن تحتفظ امريكا بقاعدة هويلس (الملاحة) الجوية والتسهيلات الحربية الاخرى وكانت بريطانيا مستعدة للموافقة على اقتراح الولايات المتحدة؛ إلا أن فرنسا عارضت ذلك.
أما الاتحاد السوفياتي، فقد حبذ في البداية الخطة الاميركية، بوصاية الامم المتحدة، لكنه عارض فيما بعد الوصاية على منطقة طرابلس لمدة عشر سنوات، بحجة أنه لو حدث ذلك، فإن (النظام السوفياتي) لن يصل الى منطقة طرابلس ولم تقبل بريطانيا او فرنسا هذا العرض بارتياح.
وهكذا ياأخي القارئ كانت بلادك منذ خمسين عاماً لا تملك لنفسها خيراً ولا نفعاً ولا حلاً ولا عقداً.
ومع نمو الوعي الوطني والحس السياسي قامت مظاهرات جماعية لم تدع شكاً في الشعور العام المعادي للخطة. وسارت الجماهير الكبيرة المنظمة عبر شوارع طرابلس محتجة ضد الوصاية الايطالية على طرابلس، وقدّر عدد الذين اشتركوا في المظاهرة بستين ألفاً، بما في ذلك مظاهرات جاءت من مدن اخرى، وكانت منظمة تنظيماً محلياً. وصاحب المظاهرات دعاية واسعة جلبت رأي عالمي وعربي للقضية الليبية.
وفي خلال هذه المظاهرات اتحد الحزب الوطني والجبهة الوطنية المتعددة وغيرهما في حزب المؤتمر الطرابلسي تحت قيادة بشير السعداوي واستمر حزب المؤتمر في تنظيم المظاهرات والاحتجاجات حتى رفضت نهائياً خطة (بيفن- سفورزا) من قبل الامم المتحدة. وكان هذا سبباً في بروز الحزب على أنه القوة السياسية الرائدة في منطقة طرابلس وفي الجمعية العمومية في 18 مايو 1949م كانت كل الدلائل تشير الى أن قرار الخطة سوف يحصل على أغلبية الثلثين في منع استقلال ليبيا ولكن مندوب هايتي (اميل لوت) عارض الوصاية الايطالية على منطقة طرابلس وكانت النتيجة أن فشلت الخطة عند الاقتراع عليها، وذلك بسبب نقص صوت واحد كان مطلوباً لتأمين الأغلبية التي أعطت اصواتها لقرار الخطة (33 مقابل 17 وغياب 8) وكان الذي اقنع (اميل لوت) بالوقوف مع الشعب الليبي الدكتور علي العنيزي -رحمه الله تعالى-.