سابعاً: حل الاحزاب وانشاء المؤتمر الوطني في برقة واضطراب الاحزاب في طرابلس:
وقام ادريس بإيقاف نشاط نادي عمر المختار ومنع جميع الاحزاب السياسية عن العمل في ديسمبر 1947م وألف الأمير ادريس المؤتمر الوطني بحجة التحدث باسم أهالي برقة جميعاً. إلا أن المؤتمر كان يتكون من الجيل القديم من قادة القبائل الموالين له وكان المؤتمر برئاسة أخيه محمد رضا السنوسي وفي طرابلس كانت الأحزاب السياسية في اضطراب وبلبلة. ووجد في المنطقة أكثر من عشرة أحزاب وجماعات ونوادي ذات اهداف مختلفة تسعى كلها للاستقلال وتوحيد مناطق طرابلس وبرقة وفزان. ولكن الاختلاف كان على من يقود هذا الاتحاد. وهل هو ملكي او جمهوري وقد تكونت من الحزب الوطني الكتلة الوطنية بقيادة احمد الفقي حسن لمناهضة السنوسية والدعوة لإقامة جمهورية. وكان يوجد حزب الاستقلال ولجنة تحرير الليبية المتعاونة مع الجامعة العربية، ويرأسها بشير السعداوي.
وبقي في ليبيا 48000 إيطالي، ظهر بينهم حزب فاشيستي بدعم من روما، وحزب معاكس له ايطالي.
وارسلت الدول الكبرى لجنة لتقصي وضع ليبيا فوجدوا رغبة عارمة في الاستقلال التام واوضح تقرير اللجنة الرغبة الليبية الاجماعية للاستقلال التام واضافت اللجنة ان ليبيا لم تكن في وضع اقتصادي يمكنها من الاعتماد على نفسها، وإيضاً غير مؤهلة للاستقلال ... وقالت اللجنة في تقريرها بأن حوالي 94% من السكان أميوّن، ولا يوجد بها مايزيد عن 15 ليبياً متخرجاً دون أن يكون فيهم طبيب واحد، وأن متوسط الدخل الفردي 15 جنيهاً في السنة، وأن نسبة الوفيات بين الاطفال 40% ورأت بريطانيا أن تكون برقة تحت الرعاية البريطانية. وأن تكون منطقة طرابلس تحت الوصاية الايطالية، وفزان تحت الوصاية الفرنسية.
أما الولايات المتحدة فقد اتخذت موقفاً مغايراً، إذ اقترحت ان توضع ليبيا كلها