وظهرت بعض الزعامات الوطنية المتناثرة في بلادنا وعادت الى الظهور الأحزاب التي أسست أثناء المفاوضات الليبية الايطالية، في نهاية الحرب العالمية الاولى، وأسست احزاب جديدة على أيدي القادمين من المهجر وكانت الاحزاب بليبيا امتداداً لتأثير الحركات الحزبية في مصر وسوريا وغيرها ولبنان بواسطة العائدين من المهجر وكانت سرعة نموها كبيرة، لدرجة أن الليبيين وخاصة في منطقة طرابلس اصبحوا بعد ست سنوات يقومون بالمظاهرات مما يدل على نمو الوعي السياسي.
وظهر في عام 1942م (نادي عمر المختار الرياضي) الذي كان له نشاط سياسي يهدف الى توحيد برقة وطرابلس يقوده الشباب في تلك الفترة الحرجة من تاريخ بلادنا.
وفي مطلع عام 1944م أصبح النادي يعلن بصراحة انتقاده للادارة البريطانية ويظهر اتجاهاً وحدوياً مع الاتجاه الطرابلسي من أجل اتحاد وطني.
ولم يكن الاتجاه الاسلامي في هذه المرحلة المظلمة ممثلاً إلا في شخصية الأمير السنوسي بكونه الوريث الشرعي للحركة السنوسية، وبعض الأفراد القلائل؛ والشيوخ التقليديين.
وفي سنة 1947م أصبح البريطانيون يرون الحاجة الى منح برقة نوعاً من الحكومة الذاتية تحت زعامة ادريس وأوصت لجنة بريطانية ببرنامج استقلال على ثلاث مراحل، وتحت الاشراف البريطاني أما في طرابلس، فكان الوضع يختلف، وظهر الخوف هناك من عودة الحكم الايطالي للمنطقة، وخاصة وجود الجالية الايطالية الكبيرة بمطامعها وتطلعاتها.
واقتصرت غالبية الاحزاب والجماعات في منطقتي برقة وطرابلس على حاجتهم لدولة متحدة واصبح (نادي عمر المختار) يشدد انتقاده ضد البريطانيين وضد سياسة ادريس المتحالف مع بريطانيا (?).