وأني اعتقد عقيدة ثابتة أن الليبيين عامة والسنوسيين خاصة لم ينسوا ولن ينسوا فضل مصر ولا عطف مصر وزعماء مصر مهما حدث أو يحدث لأن الشعب المصري الكريم برئ من تلك الغلطات المدبرة ومصر هي الملجأ الوحيد ليس لليبيين فحسب بل للعرب والعروبة لاسيما وتربط مصر وليبيا روابط لا انفصام لها من جهة الدين والجوار واللغة والنسب ولا نريد أن نوضح اكثر من ذلك فعظماء مصر وأكابرها يعلمون اكثر من هذه الحقائق ويعلمون مايكنه الليبيون من اخلاص ومحبة للتاج المصري وصاحبه المفدى، وسيأتي يوم يتضح فيه كل شيء بالوثائق لأننا متنا هذه الروابط وأدلينا بما فيه المصلحة للطرفين في بدء الحركة سنة 1940م وفي أثناء الحرب 1942م قبل غيرنا ممن تبنى هذه المشاريع اليوم، ومع ذلك يشكر كل من يسعى لتوحيد الشعوب العربية ويعمل على اسعادها ولكل مجتهد نصيب:

كان بودنا أن لاتهمل الصحافة العربية الحرة ماقدمه الليبيون في هذه الحرب من تضحيات قاسية من سنة 1940م حتى لاتفقد مادة قيمة تساعدها في الدفاع اليوم عن الحق المهضوم وتستعين بها على ماتسجله للتاريخ والأجيال المقبلة، ولكن السياسات التي كمت أفواه الصحف وكسرت أقلام الصحافيين حتى حضرت عليهم ذكر كلمة ليبيا كان جائرة عليها وعلينا وعلى التاريخ والانسانية وها أننا نستبشر اليوم بتعويض مافقدته الصحافة فلها خالص الشكر وعاطر الثناء.

وأخيراً بصفتي -احد قادة الحركة الوطنية وعضو الجمعية الوطنية التي ارتبطت مع بريطانيا يوم 9 أغسطس 1940م - اصرح بأن الوضع الحالي في ليبيا شاذ لايتناسب في شيء مع العدل والانصاف ولا مع وعود الحلفاء بأي وجه كان، بل أن مايعانيه الشعب الليبي اليوم لايختلف عن الاستعمار البغيض وان الشعب الليبي يتطلب إقامة حكومة وطنية شرعية تحت إدارة أميره المطاع (إدريس السنوسي) بأسرع مايمكن ليحقق لها اختيار الجهة التي ترغب في الارتباط بها.

اقول هذا لدول الحلفاء عامة ولدولة بريطانيا العظمى خاصة قبل أن يعم الاستياء الذي أخذ يتسرب الى النفوس وتتبدل وجهات النظر من الاخلاص والمحبة والتعاون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015