النزيه الى المقت البغيض والمشاكسة ويطغي اليأس فتنعكس الآية ولا ينفع الندم، وإن ليبيا رغم قلة عددها وفقدان عددها ومعرفتها بأنها لاتقوى على مقاومة الدول المعظمة مع أنها جربت في حرب إيطاليا تفضل أن تضرب يومياً بالف بل بمليون قنبلة ذرية حتى ينقطع فيها النسل والذرية على أن يطأ ارضها ايطالي أو أن تمس كرامتها أو ينقص شيء من حريتها واستقلالها وحقها في الحياة او يقرر مصيرها الغير بدون ارادتها، وهي علمت الشعوب معنى التضحية في سبيل الحرية والاستقلال من سنة 1911م الى يومنا هذا والتاريخ شاهد عدل، وقد قلنا في بعض مذكراتنا لرؤساء الوفود في المؤتمر الذي كان منعقداً في سان فرانسيسكو - بعد أن شرحنا لهم الحالة يومئذ بوجه التفصيل- هذه العبارات: (هذا إذا كان هناك مايسمى عدل أو مايسمىحق، أما إذا كانت الوعود والعهود المقطوعة للشعوب الضعيفة هي بمثابة الطابور الخامس عند الحلفاء فلا حق لهذه الشعوب في المطالبة بالحق وليس لها إلا أن تموت) وسنعود للموضوع مرة أخرى: ومن لم يعرف ليبيا على حقيقتها فعليه بالاختبار فلا زال اشبال عمر المختار يعملون على ذلك الغرار؛
ألا لايجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا
هذا بعض ماكتبه ونشره السيد عمر فائق شنيب وهو كما قدم نفسه أحد قادة الحركة الوطنية فبالاضافة الى ذلك نقول أنه كان من خيرة اولئك القادة وقد لازم الحركة الوطنية الأخيرة منذ 9 أغسطس 1940م الى أن توفاه الله سنة 1953م، فقد عين أميناً عاماً لمكتب سمو الامير، وكان ضمن أعضا المؤتمر الوطني البرقاوي، وذهب الى هيئة الامم المتحدة عضواً ورئيساً للوفد الوطني مرتين ثم وقع الاختيار عليه ليكون عضواً بالجمعية الوطنية التأسيسة الليبية وانتخب نائباً لرئيسها كما انتخب رئيساً للجنة الدستورية وعين وزيراً للدفاع بالحكومة الليبية المؤقتة التي عهد إليها أن تتسلم السلطات من الادارتين (البريطانية والفرنسية) وأخيراً عين رئيساً للديوان الملكي، وكان قد وضع بحثاً مفصلاً عن القضية الليبية كان صريحاً في التفاصيل التي