مادمنا نقر الحقائق: انها وقعت بعض غلطات مؤلمة من بعض رجال الادارة في الحدود الغربية المصريةولم تزل تقع احياناً منهم ومن غيرهم، وربما كانت تلك الغلطات مدبرة بعلة خفيت عنهم لا يعلمها إلا الله والراسخون في تفرقة الشعوب وهي انه بعد ان كان المصريون هم الذين آووا وايدوا اخوانهم الليبيين من سنة 1911م الى يومنا هذا ولهم عليهم الايادي البيضاء في جهادهم وهجرتهم، فعندما تقرر رحيل المهاجرين الى وطنهم بعد فتحه كان الواجب يتحتم ان يودعوا بما هو لائق في كرم وسخاء وتسامح وصلة رحم وحق جوار بل ومساعدات قيمة أدبية ومادية لمن هم منهم وإليهم شان المصريين الذين جبلوا على هذه المزايا العالية في كل أدوار حياتهم ولكن انعكست الآية فتصدى للمهاجرين بعض الموظفين الذين لا يقدرون العواقب فجردوهم من أمتعتهم واقواتهم وفتشوا نساءهم -بصورة مخجلة- وصادروا حليهن ومامعهم من نقود جنوها في هجرتهم او جلبوها معهم عند التجائهم واضطروهم بهذا العمل لتهريب مايسدون به الرمق او مايسترون به العورة لأن الحالة وقتئذ في ليبيا بلغت درجة الى أن دفن أهالي ليبيا أمواتهم بدون اكفان وأصبحت نساؤهم لايجدون مايسترن به العورات بسبب منع التجارة عنهم والتضييق عليهم ومازالت أموالهم وأشياؤهم محجوزة عند السلطات المصرية بحجة التهريب ومخالفة القوانيين، نعم وإن كان للموظفين بعض العذر وعلى الليبيين بعض الوزر للأسباب الآنفة الذكر إلا أن هذا العمل الذي وقع بين شعب واحد ووطن واحد -كما يعتقد الليبيون وأبناء مصر- جرأ الغير على الاستخفاف بالعلائق الحسنة بين الشعبين، وأن ماوقع من الليبيين من تضحيات وما عانوه من مشقات وأزمات هي بين سمع

إخوانهم المصريين وبصرهم في وطنهم دفاعاً عن بلادهم التي هي الحصن الحصين لمصر العزيزة حيث كانت أرواحهم فداء لها لو تدبروا الأمر بعين المصلحة والأخوة ربما كانت تلك الغلطات مدبرة من الغير لتتخذ منها جريدة مثل التايمس والجرائد الاستعمارية مادة للحط من قيمة الروابط الودية بين الشعبين المتجاورين لغاية بعيدة المرمى ستظهر نتائجها الأيام المقبلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015