مندمجة في الجامعة العربية، ولما كان اختلف وضعها عن وضع الحبشة من يوم طرد العدو منهما.
ولكن الدولة البريطانية بجحود بعض رجالها لهذه التضحيات وبميلهم للأعداء -لأنهم إفرنج- وتخليهم عن الاصدقاء -لأنهم عرب- أضروا بهذه القضية التي لها مساس بالسلم العالمي، وأساءوا لأهل ليبيا وهم الذين أخلصوا لهم في إبان محنتهم بل وعاملوهم معاملة لاتمت للانصاف والمروءة بصلة في كل مرافق الحياة الاقتصادية والسياسية والكرامة والعزة القومية. وفي نفس الوقت واجهوا وسيواجهون مشكلات عديدة كانوا في غنى عنها لأن امتلاك القلوب أهم بكثير من استعبادها والسيطرة على الشعوب بدون إرادتها معناه الحقيقي تكوين عداوتها.
3 - بتر ليبيا بل والشمال الأفريقي من جسم الجامعة العربية يوم انعقادها في القاهرة كان أكبر محك دقيق للجامعة (فيما إذا كانت هي الجامعة) ولغاياتها أهدافها المقدسة عند الدول التي تهتم بمعرفة قوة الاتحاد العربي وضعفه بودنا يومئذ أن ألقينا أنفسنا في أحضانها بصفتنا أمة عربية مجاهدة أن تقف موقف المدافع عن الجميع والمطالب بحقوق الجميع وتضمنا إليها شاءت السياسية الغامضة -الفرقة الجامعة- أم ابت فتكون بذلك أحيت عضوا منها تشد أزره في الملمات، لأن ليبيا هي القنطرة الوحيدة التي تعبر منها العروبة الى الشمال الافريقي، أما اليوم فلا ادرى على الوجه الاصح هل يسمع صوتها بشأن ليبيا أم يصبح صرخة في واد بعد أن تقاربت السياسات الاستعمارية التي كانت متباعدة يوم انعقادها، واخشى ما أخشاه أن العرب رغم يقظتهم ووحدتهم المبتورة سيواجهون تضحيات جديدة ومصاعب شديدة وسيلعب بهم دور آخر يكونون فيه هم كبش الفداء - لاسمح الله- لأن الغرب لايرتد والشرق لايتعظ.
4 - مع استنكارنا الشديد واحتجاجنا القطعي الذي ليس عليه مزيد للضربة التي كانت ذكرتها جريدة التايمس وبعض الصحف الاستعمارية الاخرى والتقولات التي تقع أحياناً من بعض المغرضين بأن الليبيين يكرهون المصريين نقول بكل صراحة