البقية الباقية من الليبيين حيث نسفوا مخازن البنزين ودمروا معدات الحرب التي أعدها الألمان والطليان كأحتياطي لهم في برقة يعتمدون عليها في تقدمهم على مصر، وهو مايقدر بمئات الملايين، وسيخصص لذلك فصل مدعم بالارقام والبراهين في الكتاب الأبيض الذي ينشر عن العالم قريباً عن موقف لييا المشرف في هذه الحرب وعن معاملة أصدقائها الانكليز لها، كما سيبين فيه عملهم ضد الطيارين الألمان الذين أنزلوا بعد الفتح بالبارشوات، افبعد هذا كله، وبعد فتح ليبيا باشتراك أهلها وتضحياتهم هذه يجوز أن تكون ليبيا الباسلة موضع مساومة؟ أو يجوز أن تطبق فيها أحكام عسكرية جائرة وغير ملائمة لطبيعة أهلها؟ أو يطبق على شعبها المحارب في صفوف الحلفاء مايسمونه بالقانون الدولي؟ ذلك القانون الذي لم يطبق منه حرف واحد في الحبشة لا، ولا حتى في بلاد العدو المحتلة التي سلمت إدارتها لأهلها تحت أشراف الحلفاء مع أن وضع الحبشة لايختلف عن وضع لييا دولياً من حيث دخولها تحت الحكم الايطالي واعتراف الدول بضمها إليه، وخروجها منه باشتراكها في هذه الحرب؟ أو يبدل في ليبيا استعمار باستعمار؟ أو تفكر إيطاليا

الغادرة ناكثة العهود التي جربت حظها في ليبيا وخبرت ذلك الشعب العربي الأبي في حروب متواصلة معه 21 سنة أن تعود إليه؟

اللهم إن هذا بعيد عن العدل، بعيد عن الانصاف، وحتى عن احكام القانون الدولي الذي قبر من يوم احتلال الحبشة فشيعت جنازته عصبة الامم التي التحقت به سنة 1935م وعن كافة الوعود والعهود وعن الغايات السامية التي قيل إن الدول الحليفة حاربت من أجلها، وعن الشرف البريطاني الذي لايقر مثل هذا العمل فيما أظن بوجه من الوجوه.

فلو كانت الدولة البريطانية أقامت الحق والعدل والعهود أقل وزناً أو قدرت هذه الجهود والتضحيات حق قدرها أو أعادة النظر في موقفها سنة 1940م -لأننا عند اشتراكنا معها لم تكن هناك روسيا ولا أمريكا ولا فرنسا- لما كانت في هذا المأزق الحرج الدولي من جهة. ولكانت ليبيا اليوم تتمتع بحكومة وطنية تحت إدارة أميرها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015