لذلك رأيت لزاماً علي أن أصرح بالحقيقة الناصعة ولو كانت مؤلمة جارحة من على منبر الصحافة العربية الحرة - التي أخذت في هذه الأيام تشد أزر ليبيا والليبيين - لأضع أمام الرأي العام العربي ولو صورة (مصغرة) عن حقيقة ماقدمه الشعب الليبي من تضحيات قاسية في سبيل حريته واستقلاله ومناصرته للحلفاء في هذا الصراع العالمي الذي قيل عنه إنه دفاع عن المبادئ الانسانية الحرة للتخلص من الوحشية الغادرة. والاستعمار البغيض ليكون على بصيرة من قضية ليبيا العتيدة التي استهتر بها القريب وطمع فيها البعيد والتي لاتنفصل عن قضية العروبة المقدسة بأي حال من الأحوال.
1 - أقول لإخواني الليبيين عامة - على اختلاف نزعاتهم وأهدافهم في الطرق الموصلة لوحدتهم واستقلالهم:- احذروا ولاتنخدعوا، ووحدوا صفوفكم تحت راية أميركم، وأن ماترونه الآن في جو السياسة هو الدعاية، وأن ماتتصورونه منها هو الظن، وأن الظن لايغني عن الحق شيئا، فاعتمدوا على أنفسكم وأعدوا العدة لمستقبلكم واشكروا كل من يناصركم لمبدأ العروبة الصادق الذي يحمي الجار ولايرضى العار.
2 - وتيقنوا أن كان هناك ثمة عتاب أو لوم أو مايسمى بمسؤولية عما يقع في ليبيا في الحال أو ما يقع لها في الاستقبال فكل ذلك يقع بالدرجة الأولى على عاتق الدولة البريطانية بل وعلى بعض رجالها الذين ائتمناهم على وطننا وأرواحنا، وسلمنا إليهم مقدراتنا وذلك أمام التاريخ والإنسانية والوجدان، وبالدرجة الثانية على أنفسكم أنتم فيما إذا تخاذلتم وتفرقتم وغرتكم الأقوال المعسولة فسبحتم في بحر الأماني المجهولة:
إن الاستقلال يؤخذ ولا يعطى فشجرة الحرية رويتموها بدمائكم وستثمر بمجهوداتكم وتضامنكم:
فالدولة البريطانية هي الدولة الوحيدة التي اشتهرت ببعد النظر وتقدير العواقب، ولكنها مع ذلك في هذه القضية الهامة إن لم أقل أضرت بمصالحها الخاصة وبمصالح الليبيين عامة أقول بصراحة إنها نسيت أو تناست لسوء