حالها أو لسوء حظنا موقفها في سنة 1940 عندما كانت واقفة في الميدان تجاه القوة الغازية الفاشستية وحدها بلا حليف ولامعين، مصيرها معلق في كفة القدر، والعدو في إبان منعته وسطوته يتقدم في الأراضي المصرية بعد أن احتل موقع (سيدي براني) وقد طعنت يومذاك فرنسا الذي يقول عنها زعيمها المحنك الجنرال ديجول اليوم: (يجب أن تعاد مستعمرات إيطاليا إليها)! طعنت من الخلف فركعت على ركبتيها مسلمة للعدو، ولكن صدق من قال:

من يهن يسهل الهوان عليه ... ما لجرح بميت ايلام

ففي تلك الساعة العصيبة القاسية - على بريطانيا العظمى - كما قال عنها وزير خارجيتها المستر ايدن في تصريحه لمجلس النواب البريطاني يوم 7 يناير 1942 ماندرجه بالحرف الواحد: (إني أصرح بأن السيد ادريس السنوسي اتصل بالهيئات المسؤولة بمصر خلال شهر من انهيار فرنسا في وقت لم يكن الموقف العسكري في افريقيا ملائماً لنا على الإطلاق، فتألف جيش سنوسي يضم الذين تخلصوا من نير الظلم الإيطالي بين حين وآخر في خلال العشرين سنة الماضية وقام هذا الجيش بمساعدات قيمة أثناء القيام بتلك العمليات الحربية الموفقة في الصحراء الغربية في شتائي 1940م و 1941م. وهو الآن يقوم أيضاً بنصيب قيم في الحملة العسكرية الحالية فانتهز هذه الفرصة لأعبر عن التقدير العام الذي تحمله حكومة صاحب الجلالة البريطانية للنصيب الذي قام به وما زال يقوم به السيد إدريس السنوسي وأتباعه في المجهود الحربي البريطاني وإننا نرحب بتعاونهم مع قوات صاحب الجلالة البريطانية في مهمة سحق العدو المشترك. وقد وطدت حكومة صاحب الجلالة البريطانية عزمها على أنه متى انتهت الحرب لن تسمح بوقوع السنوسيين في برقة تحت النير الإيطالي مرة أخرى بأي حال من الأحوال).

قلنا في تلك الساعة العصيبة التي كانت فيها أعظم الدول ومنها فرنسا - لا الشعوب الصغيرة - ترتعد فرقاً وتنهار سراعاً تحت ضربات النازية الفاشستية الخاطفة، نعم في تلك الساعة الرهيبة التي اقتنعت فيها الدول والشعوب بأن زوال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015