غازي الى المرج الى القبة الى درنة الى المخيلي العزيات للحصول على المعلومات عن حركات العدو وخططه الحربية.

وكان جمع المعلومات جزءاً يسيراً من واجباتنا، فمن عملياتنا الهجومية الموفقة العديدة غزوة قمنا بها في شهر يوليو سنة 1942م بمساعدة العرب الذين وضعوا خطتها بدقة ومهارة لنسف مستودع كبير للبترول خارج بلدة العقبة مباشرة، وكانت تدور في ذلك الوقت معركة هامة في عين غزالة، وكان لخسارة العدو تلك الكمية الهائلة من البترول في هذا الوقت الحرج أكبر الأثر في عرقلة عملياته الحربية.

وأصبنا بعد ذلك بنكبات متوالية وفقدنا (طبرق) ولو لم تكن للعرب قلوب قدت من الصلب جرأة وشجاعة لاعتقدوا أننا فقدنا كل شيء ولحاولوا الفرار بأنفسهم، ولكن أصدقاءنا العرب وقفوا الى جانبنا قلباً وقالباً، ولم يخن من سكان الجبل الاخضر باسره سوى شخص واحد يجدر بي أن لا أذكر اسمه لينطوي في زوايا العار والنسيان. وقد ذهب الى الجنرال بياتي القائد الايطالي وأطلعه على أمرنا وأمر محطتنا اللاسلكية، ولكن خيانته لم تجده فتيلاً لأن القبائل ناصرتنا، وطافت بدوريات الجنرال الايطالي في كل مكان إلا المكان الذي كنا فيه فجعلت منهم أضحوكة الصحراء بأسرها.

ولقد غررنا بالعدو مرات عديدة لا يتسع بي المقام لذكرها الآن، ولكن اريد ان اتحدث عن مغامرة لنا قدر لها النجاح والتوفيق بمساعدة اخواننا العرب، وقد ذهبت في احدى ليالي الصيف الى درنة عقب سقوط طبرق وهناك رسمنا انا والشيخ علي البرعصي خطة لتهريب عدد كبير من الاسرى البريطانيين الموجودين في قبضة الطليان وكان بعضهم في المستشفى وبعضهم الاخر في المعسكر خارج المدينة التي كانت تعج بالجنود والالمان والطليان وأنها كانت تضم بعض العناصر المعادية لبريطانيا في ذلك الوقت وكنت اثناء تلك الغارة ارتدي ملابس عسكرية كضابط محارب، فلم يكن عقابي اذا وقعت في يد العدو يتجاوز الاعتقال حتى نهاية الحرب، ولكن اذا قدر سؤ الطالع لأحد زملائي العرب ان يقع في قبضة العدو لكان جزاؤه الموت على حبل المشنقة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015