عنيفة وكنا نتوقع عدوان المعتدي ونعد أنفسنا لما يجري وأصبح الحاكم واحداً من الفاشيست الكثيرين الذين ذهلوا في ذلك الصباح: (لقد ذهبوا كلهم القادة الذين أقسموا اليمين على الدفاع عن المدينة حتى آخر حجر - كلهم هربوا وأقلعت آخر سفينة اسعاف من زوارة، لاتحمل الجرحى، ولكن تحمل الضفائر الذهبية والصدور المحلاة بالحرير والأوسمة. ويضيف حاكم طرابلس الإيطالي في مرارة: (إن المدنيين الذين لايحملون الأوسمة هم الذين بقوا هناك) وفي صباح 23 يناير تسلّم (مونتوجمري) عند باب بن غشير استلام المدينة بصفة رسمية بحضور الحاكم ونائبه ورئيس البلدية واحتلت بقية البلاد وانتزعت من الهيمنة الإيطالية بينما الطبل الأجوف موسوليني يحث شعبه على تحمّل خسارة طرابلس (بشجاعة ورجولة رومانية) وحينها كان وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط يعلن بأن قادة الفاشيست بليبيا سيعتقلون، وأن المنظمات الاجتماعية والنوادي الإيطالية ستغلق وأن المدارس الفاشستية ستنتهي.

ثالثاً: أثر الليبيين في القتال:

لعب الجيش الليبي دوراً نشيطاً في حملات 1940 - 1943 وساعد المدنيون الليبيون جيوش الحلفاء المقطوعة خلف خطوط المحور. وترك المجندون الجيش الإيطالي كلما واتتهم الفرصة، والتحقوا بالبريطانيين وقد انتقد بعض القادة من الليبيين سياسة إدريس في تأييد بريطانيا قبل أن يحصل على ضمانات أكيدة باستقلال ليبيا. وزاد ضغطهم لدرجة إن بعض القادة اضطر أن يهدد بالانسحاب من التعاون مع بريطانيا وكان كل ماوعد به البريطانيون علانية هو أن أعلن ايدن وزير الخارجية في مجلس العموم في 8 يناير 1942 (بأن حكومة صاحب الجلالة مصممة في نهاية الحرب على أن لايرجع السنوسيون في برقة بأي حال تحت السيطرة الإيطالية).

وإعلان (ايدن) المذكور لم يعد حتى باستقلال برقة، فضلاً عن عدم ذكره لمنطقة طرابلس. والواقع يمكن أن يفهم منه الانذار المسبق بنية السيطرة البريطانية وقوة أخرى. ومع ذلك، وبعد الرفض البريطاني لحق ادريس في المطالبة باستقلال ليبيا في فبراير 1942م

طور بواسطة نورين ميديا © 2015