ثانياً: وصف آثار الحرب على برقة:

كانت غرب مصر وبرقة مسرحاً لأطول حملة في الحرب العالمية الثانية وضربت المدن والموانئ والقرى والمطارات والطرق والتركيبات التي أقامها الطليان. وتحطم أمل إيطاليا في استعمار ليبيا وخلال احتلال بريطانيا برقة سنة 1940م-1941م واندحار الطليان أتيحت فرصة الليبيين للجهاد ضد الإيطاليين ومستعمراتهم فلم يقصروا في ذلك وبهجوم رومل الألماني المشهور في ربيع عام 1941م أجبر البريطانيين على التقهقر إلى مصر وبحلول شتاء 1941م-1942م عندما طردت جيوش المحور مرة أخرى من برقة كانت الديار الليبية ترزخ تحت الدمار والخراب.

وقد كتب الصحفي البريطاني مورهيد عن ذلك فقال: المدينة الجميلة (درنة) قد احترقت ونهبت وخربت المزارع الإيطالية وأما بنغازي في شتاء 1941م (فلم تعد مدينة البته) فقد حطمتها المتفجرات الثقيلة وتركتها خالية خربة ومحزنة باردة. وأغلقت المتاجر والأسواق، وتتابع الخراب بعد الخراب واستمر سلاح الطيران البريطاني مدة عام كامل بقصف المدينة ليل نهار حتى أصبحت أثراً بعد عين (?) ومرة أخرى أجبر البريطانيون على التخلي عن برقة. ولم يعودوا لاحتلالها إلا في خريف 1942م للمرة الثالثة والأخيرة. وأقلع الاستعماريون الإيطاليون الذين كانوا قبل سنوات أربع قد حاولوا أن يدفعوها بطابع الاستقرار، ولكنهم فرّوا إلى إيطاليا هاربين. أما بقية المدنيين منهم فقد رجعوا لبلدهم أو هربوا إلى طرابلس براً أو بحراً أو جواً.

تسليم طرابلس:

وفي يناير 1943م كان جيشان من جيوش الحلفاء يلتقيان حول طرابلس جيش مونتجمري الثامن وجيش فرنسي بقيادة ليكلرك الجنرال الفرنسي ويصف حاكم طرابلس الإيطالي الذي سلم المدينة للحلفاء تلك اللحظات الرهيبة بالنسبه له: (كانت تلك المقابلة أول مقابلة مع القوات البريطانية وكنا نتصور أنها ستكون لحظة مهيبة أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015