وكانت كتائب المجاهدين قد قامت بدور بارز في حرب الصحراء، وكذلك الاهالي المدنيون فقد كانوا يقدمون للجيش البريطاني مساعدات جريئة بعد أن أصبحت بلادهم كلها الى ميدان قتال هائل مزروع بالألغام وكانت قبائل برقة تأوي الجنود البريطانيين الفارين من الاسر، وقامت بتوصيلهم الى مواقع وحداتهم التي ضلوا طريق العودة إليها في بعض الاوقات، وكان هذا الموقف عظيم الأهمية والفائدة للوحدات البريطانية العاملة خلف خطوط الأعداء، مثل مفرزة العمليات الصحراوية البعيدة المدى التي كانت تغير على المواقع الامامية للايطاليين في الصحراء الليبية، ومثل قوة بنياكوف لحرب العصابات التي اشتهرت باسم (جيش بوسكي الخصوصي).

وقد اعترف البريطانيون رسمياً بأهمية المساعدات التي قدمها السنوسيون أثناء الحرب، وذلك حين نوه بها وزير الخارجية ايدن في تصريح ادلى به أمام مجلس العموم البريطاني بتاريخ 8 يناير 1942م (?)، وفيما يلي نصه:

(اتصل السيد ادريس السنوسي بالسلطات البريطانية في مصر قبل مضي شهر واحد على سقوط فرنسا، بينما كان موقفنا في افريقيا متأزماً للغاية، وبعدئذ تم انشاء قوة سنوسية من بين انصاره الذين فروا من الاضطهاد الايطالي في فترات مختلفة خلال العشرين سنة الماضية، وهذه القوة ادت عدة مهام جديرة بالاعتبار أثناء المعارك الظافرة التي دارت بالصحراء الغربية شتاء عام 1940 - 1941م، كما أنها تقوم بدور فعال في سياق الحملة الجارية حالياً وأود أن انتهز هذه الفرصة للتعبير عن مشاعر التقدير الحار التي تحملها حكومة صاحب الجلالة للمساهمة التي قدمها ويقدمها السيد ادريس السنوسي وأنصاره دعماً للمجهود الحربي البريطاني، ونحن نرحب باشتراكهم مع قوات صاحب الجلالة في مهمة دحر العدو المشترك، وان حكومة صاحب الجلالة المصممة على ألا يعود السنوسيون في برقة بأي حال من الأحوال للوقوع تحت السيطرة الإيطالية مرة أخرى لدى انتهاء الحرب) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015