الله ومشيئته أن يخلص الشعب المظلوم من القوى الباغية فجائت الاسباب التي قادت الامم المتجبرة الى الحرب العالمية الثانية.
بدأت الحرب العالمية الثانية في سبتمبر 1939 م بالهجوم الالماني النازي على بولندة، وحرصت ايطاليا في بداية الامر على عدم الدخول فيها حتى اذا رأت فرنسا تسقط أمام الجيوش الألمانية؛ أعلنت الحرب على انكلترا وفرنسا في 10 يونيه 1940م فمهدت بذلك العمل الى زوال امبراطوريتها الافريقية وانهيار دولتها الفاشيستية في النهاية، وكان دخول ايطاليا الحرب الى جانب المانيا فرصة ثمينة بالنسبة لليبيين في المهاجر وفي أوطانهم ينتظرونها للتحرر والخلاص، واسترداد حقوقهم التي اغتصبها العدو في أعوام طويلة، فما دخلت ايطاليا الحرب حتى شرع الليبيون في العمل، واتصل فريق منهم بالمفوضية الفرنسية بالقاهرة وغادروا مصر فعلاً الى الجزائر حيث اتصلوا بالجنرال (نوجس) واتفقوا معه على أن يجهزوا حملة من الليبيين الموجودين في الجزائر وتونس للعمل ضد إيطاليا في ليبيا إلا أن هذا المشروع لم ينفذ بسبب استسلام فرنسا للزحف الألماني.
وكان الأمير ادريس في مصر يتحين تلك الفرصة بمجرد أن تحقق بأن الحرب العالمية لا محالة واقعة شرع بجمع زعماء الليبيين والتشاور معهم ودراسة احتمالات الموقف، ووضع الخطط المناسبة التي يجب أن يسيروا عليها وعقد الزعماء الليبيين اجتماعاً تاريخياً في منزل الامير ادريس السنوسي بالاسكندرية لبحث المستجدات واتخاد قرار نهائي وكان تاريخ ذلك الاجتماع 6 رمضان 1358هـ/20 اكتوبر 1939م اجتمع فيه حوالي اربعين شيخاً من رؤساء الليبيين وزعمائهم الموجودين بمصر في منزل الامير ادريس في جهة فكتوريا برمل الاسكندرية، وظلوا يبحثون ثلاثة أيام بتمامها، واسفر تبادل الرأي عن اتخاذ قرار بتفويض الامير في ان يقوم بمفاوضة الحكومة المصرية او الحكومة الانكليزية بشأن تكوين جيش سنوسي مهمته الاشتراك في افتتاح الاقطار الليبيية واسترجاع ارض الوطن عند دخول ايطاليا الحرب الى جانب ألمانيا ووقعوا على وثيقة تاريخية مهمة في يوم 9 رمضان 1358هـ/23 اكتوبر 1939م جاء فيها: