المبحث الثاني
الحرب العالمية الثانية
إن الحرب العالمية الثانية آية من آيات الله في تصريف أمر الدول والشعوب والأمم وفق سننه وقوانينه في المجتمعات البشرية ومن السنن الواضحة في حياة الأمم أنه عندما تتجبر أمة من الأمم وتعلو في الأرض ويصيبها البطر والكبرياء يهيأ الله لها أسباب الانهيار والزوال قال تعالى: {ألم تر كيف فعل ربك بعاد - إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد - وثمود الذين جابوا الصخر بالواد - وفرعون ذي الاوتاد - الذين طغوا في البلاد - فأكثروا فيها الفساد - فصب عليهم ربك سوط عذاب - إن ربك لبامرصاد -} (سورة الفجر، الآيات من 6 - 14).
وقال تعالى: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا} (سورة الاسراء، آية:16).
أي أمرناهم بالامر الشرعي من فعل الطاعات وترك المعاصي؛ فعصوا وفسقوا فحق عليهم العذاب والتدمير جزاء فسقهم وعصيانهم. وفي قراءة {أمرّنا} (?) بالتشديد أي جعلناهم أمراء. والترف وإن كان كثرة المال والسلطان من اسبابه إلا أنه حالة نفسية ترفض الاستقامة على منهج الله وليس كل ثراء ترف (?).
إن هلاك الأمم يكون كذلك بفشو الظلم وعدم إقامة العدل فلقد أمر سبحانه وتعالى بالعدل وحرم الظلم عن نفسه وجعله بين العباد محرماً كما في الحديث القدسي: (ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم حرماً فلا تظالمو) (?).
لقد اختلت الموازين وانعدمت القيم وتحكم الجبابرة الطغاة في المسلمين المستضعفين ووزع المجتمع بين سادة (الايطاليين) و عبيد (الليبيين) وأرادت حكمت