والأولياء واتخاذها اصطبلات للحيوانات والترنم بالأناشيد في الطعن بالدين الإسلامي فحدث عن ذلك ولاحرج، ولانريد أن نأتي في هذه العجالة على ذكر الفظائع التي كتب فيها تأليف خالص يغنينا عن التفصيل فان فيه من الفظائع ماتتفطر منه الأكباد ويذيب الفؤاد.
ومنه يعلم القارئ أن سياسة الفاشيست في ذلك القطر ترمي إلى إبادة أهله فقد كان عدد الشعب الطرابلسي - البرقاوي قبل الاحتلال الإيطالي يربو على (1.500.000) نسمة وقد صرح الجنرال غريسياني قائد الحركات العسكرية إنه بعد الاحصاء الدقيق تبين أن سكان طرابلس - برقة لم يتجاوز عددهم (700) ألف ولاريب من أنهم قد أفضوا على ذلك الشعب المسلم بين قتل وتهجير والبقية الباقية ايضاً محكومة بالفناء لأن الضغط الشديد وشد الخناق على الاعناق لابد أن يؤدي الى تلك النتيجة وعدا ذلك فان مرافق الحياة في تلك البلاد قد استولى عليها جميعاً فالمسلم لايتمكن من الاشتغال بالزراعة ولا بالتجارة و بأية حرفة تؤمن معاشة فالتاجر لايمكنه التوسع بالتجارة والتحول في البلاد لتوسيع نطاق عمله بل أنهم يحددون له المبالغ التي يمكنه أن يتاجر بها والايام التي يمكنه التي يتغيبها في الاقطار المجاورة وصنف البضاعة واذا تغيب عن الاجل المضروب له او تاجر بأصناف غير مسموح له تسحب من يده إجازة ويعاقب؛ زد على ذلك أنهم أطفأوا نور العلم وتركوا ذلك الشعب يتخبط في دياجيرالجهل فلم تكن في تلك البلاد إلا بضع مدارس ابتدائية اسست في عهد الترك يعلمون فيها الاطفال باللغة الايطالية للوصول الى اماتة اللغة العربية حتى لاتبقى ناحية من مقومات ذلك الشعب إلا ويقضى عليها القضاء المبرم.
ولما رأت الجاليات الطرابلسية البرقاوية التي تقطن مختلف الاقطار الاسلامية ما أحاط ببلادها من الاخطار فكرت في تأليف لجنة للدفاع عما حل ببلادها من الضيم الفظيع والظلم المريع وانتخبت هذه اللجنة ووضعت اساساً لعملها "الميثاق الوطني" وهذه مواده: