من رفض هذا الطلب وخوض غمار الحرب، واستؤنف القتال الذي لم يزل شرره يستطير من ذلك التاريخ إلى يومنا هذا.
إن الحكومة الإيطالية بعد أن اتخذت كل مافي وسعها من الوسائل لتفريق كلمة أبناء البلاد ولم تنجح ورأت ذلك الشعب متضامناً مستميتاً في سبيل الشرف والمطالبة بحقوقه عمدت إلى تنفيذ سياسة الشدة والإرهاق خصوصاً بعد استلام الفاشيست زمام الحكم فإنهم أضافوا إلى تلك الشدة فكرة إبادة ذلك الشعب وامحائه لتخلو لهم الديار ويستخلفوا فيها المستعمرين من أبناء جلدتهم الذين ضاقت بهم أرضهم وهكذا أخذ الفاشيست في تنفيذ سياستهم الغاشمة ومابرحوا ينزلون بذلك الشعب العربي ضروب العذاب فلا يرحمون طفلاً صغيراً ولاشيخاً كبيراً.
فإنهم يحكمون البلاد بأحكام عسكرية وأعمدة المشانق منذ الاحتلال حتى يومنا هذا لم تزل منصوبة في كل بلد من ذلك القطر فادارة البلاد تحت حكم عسكري مطلق اليد لايسأل عما يفعل وله في كل لواء وقضاء وناحية حاكم اداري وجميع الدوائر المالية والعدلية والبلدية يديرونها بمعرفتهم وليس للأهلين مشاركة في شؤون بلادهم ولايستخدمون منهم حتى الخدم ولا الحجاب أيضاً الذين يقفون على الأبواب وجميع المعاملة باللغة الإيطالية والأغرب من هذا كله أن جباة الأموال من الفاشيست فيطرحون الضرائب ويجبونها من المكلف وهو لايدري ماعليه ولايعرف بأية نسبة تجبى منه تلك الضريبة بل انه مرغم على ادائها عن يد وهو صاغر واذا سأل سائل عن أساس الضريبة يعد خائناً ويعاقب العقاب الأليم.
وبالجملة فان السياسة المرهقة التي تتمشى عليها الحكومة الفاشيستية لم يسبق لها مثيل منذ ان عرف التاريخ، فسفك الدماء وقتل النفوس البريئة والتجاوز على الأعراض والنفي والحكم بالسجن المؤبد وسلب الأموال وغصب الأملاك والأراضي من أيدي أصحابها وقذف البشر من الطائرات وإلقاء بعضهم مكبلين بالأغلال في لجج البحر وقتل الأسرى وهتك حرمات الدين ودوس القرآن الكريم تحت الأقدام أمام جماهير من المسلمين وهدم أضرحة بعض الصحابة الكرام