وقد أنبنا للمطالبة بذلك وفداً من حضرات نوري بك السعداوي ومحمد خالد بك القرقني ومحمد فرحات بك ومحمد الصادق بك ابن الحاج ليراجع كل مصدر يرى ضرورة مراجعته لتحقيق الغاية المذكورة في القرار المبين أعلاه داعين المولى جل شأنه أن يوافقهم وان يحقق أماني أمتنا.

حرر في 6 ربيع الاول سنة 1339هـ.

ثم انتخب المؤتمر هيئة حكومية عهد إليها ادارة شؤون البلاد الداخلية التي عمت فيها الفوضى بسبب الفتن التي خلقها رجال الحكومة الايطالية. وذهب الوفد المشار إليه في ذلك الحين الى رومية ليبلغ حكومتها ما أجمع عليه الشعب من المطالب وأخذ يراجع المقامات الرسمية وغير الرسمية فلم يكن حظي من رجال الحكومة الايطالية سوى الاعراض والاستخفاف بمهمته.

أما هيئة الحكومة الوطنية التي عهدت إليها ادارة شؤون البلاد فإنها أخذت في اقرار دعائم الامن وتنظيم الشؤون الادارية كالدوائر المالية والقضائية وتنظيم الجيش لما سيحدث من الطوارئ فساد الامن ورجعت الطمأنينة بعد الخوف الذي استولى على النفوس وانصرف الاهلون الى معائشهم ومصالحهم.

أما منطقة بنغازي فان نوري باشا الذي اوفدته الحكومة العثمانية إليها خلال الحرب العالمية حمل الاهالي على التعرض على القطر المصري وهي خطة رسمتها وزارة الحربية العثمانية فجهز جيشاً مؤلفاً من "5000" فجاهد بالاتفاق مع السيد أحمد الشريف السنوسي وتجاوزا به الحدود المصرية وترك السيد أحمد الشريف وكيلاً عنه في برقة ابن عمه السيد ادريس السنوسي.

ولما دخل المجاهدون الحدود المصرية اصطدموا بالجيوش الانكليزية وبعد حروب بين الفريقين تراجع المجاهدون بصورة غير منظمة وخلال ذلك عمت الفاقة منطقة برقة واشتدت المجاعة.

فرأى السيد ادريس من الحكمة أن يعقد هدنة مع الإيطاليين وأوقف رحى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015