الحرب وبعد انتهاء الحرب الكبرى بايعه الشعب البرقاوي بالامارة ووافقت على ذلك الحكومة الإيطالية بمقتضى معاهدة عقدت بين الفريقين.
بيد أن رجال الحكومة الإيطالية كعادتهم في كل عهد يعقد معهم أخذوا ينقضون العهود، فاضطر الأمير السيد أدريس أن يوحد مساعيه مع حكومة طرابلس الوطنية وعقدت الاتفاقية بين الفريقين المعروفة باتفاقية (سرت) المتضمنة توحيد القطرين الشقيقين والتضامن على المطالبة بحقوقهما معا، وتنص المادة الخامسة من هذا الاتفاق على توحيد الزعامة وتنصيب أمير واحد للقطرين.
وما كادت هذه الاتفاقية تتم حتى هاجم الإيطاليون سواحل مصراته في منطقة طرابلس سنة 1922م فأعلنت الحكومة الوطنية الحرب في كل المناطق واستمرت الحرب بشدة هائلة ثلاثة أسابيع عجز الإيطاليون خلالها عن التقدم ولو كيلومتراً وضحت البلاد بألوف الخلق في سبيل الدفاع، كما أن الإيطاليين خسروا أضعاف ذلك لأنهم كانوا المهاجمين. ولما أيقنوا بالخيبة والفشل طلبوا توقيف القتال بغية التفاهم وانتدبوا للمذاكرة السنيور (بيلا) والسنيور (رابكس) وخرجا في الموعد المضروب الذي قررته الحكومة الوطنية في مكان يسمى (فندق الشريف) وقد كتبت الحكومة الوطنية للوالي الكتاب الآتي: (باندفاع أسلافكم مع تيار الفتنة و التفريق حدثت في البلاد حالة فوضوية وقفت الحكومة الإيطالية أمامها موقف المتفرج فاضطرت الأمة إلى عقد مؤتمر في غريان بلغت مقرراته الصائبة إلى الحكومة وأرسلت وفدها للمطالبة بما أجمع عليه المؤتمر فلم يكن حظه إلا الأعراض والاستخفاف بمهمة ذلك الوفد مع استمرارها على خطة المراوغة و التفريق.
ولما حال الحوار على وفدنا وهو يستعطف المصادر الرسمية وغير الرسمية والحكومة مصرة على تلك السياسة المنفردة. وتحقق أهل القطرين طرابلس - برقة أن حياتهما محفوفة بالخطر في الحال والاستقبال وان ماداهم أحد القطرين لابد أن يحيق بالآخر لما بينهما من العلائق المادية والمعنوية لاسيما ان ادارتهما إلى عهد