يظفرون بتجريد الاهالي من السلاح حتى قلبوا لهم ظهر المجن واخذوا يسومونهم سوء العذاب وينتقمون من كل من حرض الناس على قتالهم فيخلقون لهم تهماً واهية ويزجون بعضهم في أعماق السجون ويرمون بالبعض الى جزر ايطاليا.

فثارت ثائرة القوم من تلك الافعال المنافية للعهود والمناقضة للوعود فانقضوا على ايطاليا. وكان اول وقعة دموية جرت وقعة تسمى بوقعة (القرضابية) وهو مكان قرب خليج سرت. جرت تلك الوقعة في اوائل سنة 1914م أضاع فيها الايطاليون ماينيف على (8000) جندي. وعقب ذلك ازداد حقد الايطاليين على الأهلين فانهالوا على العرب بالقتل والتعذيب فقتلوا في يوم واحد من الاعيان ورؤساء القبائل رمياً بالرصاص 300 نسمة في فضاء سرت وأخذوا يقتلون الابرياء الشيوخ والاطفال والنساء والرجال.

وعلى أثر ذلك اشتعلت في بلادنا حرب سرى لهيبها في كل ناحية من النواحي وظلت الفتن تتقد الى أن نشبت الحرب العالمية فأرسلت الحكومة العثمانية بعض القواد العسكريين منهم نوري باشا شفيق أنور باشا الشهير. عندئذ اضطرت الجنود الايطالية أن تنسحب من كل المواقع التي أشغلتها أثناء السلم وتتحصن في مدينة طرابلس، زواره، الخمس، بنغازي، درنة، طبرق، الى أن انتهت الحرب الكبرى فخرجت ايطاليا منها وعسكرها منهوك القوى لما لاقى من الهزيمة تلو الهزيمة في ساحات الاوروبية.

ورغم ذلك ساقت عدة فيالق من جيوشها الى طرابلس-برقة وجهزت منهم مائة ألف جندي زحفت بهم على خطوط المجاهدين في منطقة طرابلس. وماكادت تدور رحى الحرب بين الفريقين حتى انهزم ذلك الجيش العرمرم شر هزيمة وغنم المجاهدون منهم اسلحة ومعدات حربية كثيرة.

ولما باءت الدولة الايطالية في تلك التجربة بالفشل وعلمت أنها غير قادرة على اخضاع الشعب بقوة الحديد والنار عمدت الى التضليل والتمويه فسنت قانوناً سمته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015